قبل أن نتكلم على الأخطاء الطبية نحن بحاجة إلى حملة لتقليص ساعات المناوبات للأطباء
تاريخ النشر : 2019-08-19
قبل أن نتكلم على الأخطاء الطبية نحن بحاجة إلى حملة لتقليص ساعات المناوبات للأطباء


بسم الله الرحمن الرحيم
قبل ان نتكلم على الاخطاء الطبية نحن بحاجة الى حملة لتقليص ساعات المناوبات للاطباء :
دكتور ضياء الدين الخزندار / فلسطين ـ غزة
رئيس قسم جراحة العمود الفقري والعظام ، في مستشفى الشفاء ( سابقاً).
ناشط نقابي ، وعضو مجلس إدارة جمعية المتقاعدين الفلسطينيين غزة سابقا
_____________________________________ 

قبل ان نتكلم على الاخطاء نحن بحاجة الى حملة لتقليص ساعات المناوبات للاطباء :
نحن بحاجة الى حمله لتلقيص ساعات المناوبة للاطباء لصالح الجمهور والمرضى قبل كل شيء بمعنى اصح للصالح العام.
* ففي الولايات المتحدة والدول الأوروبية ساعات المناوبة للأطباء المتخصصين 12 - 16 ساعة ولا أظن أنهم أكثر مهارة منّا ولكن امكانياتهم اكثر وكثير من اطباؤنا خريجوا دول اجنبية .
*عندما يعمل الطبيب المناوب 26 ساعة متواصلة فإن إمكانية الوقوع بالخطأ واردة ولا يمكنه أن يعطي المريض حقه .
ففى معظم المناوبات لا يتسنى لللطبيب النوم خلال المناوبة وحتى ان وجد وقتا للنوم لايوجد سرير للمناوب بينما يتوفر ذلك للتمريض للتمريض . فكيف نينام الطبيب وبإنتظاره اكثر من 40 مريضاً أو أكثر حيث لا يكون طبيب مسؤول آخر خلال الليل غير الطبيب المناوب.
في كثير من الاحيان يكون فى كل قسم يكون مناوب واحد وفي غرفة الطوارئ يكون طبيبان مناوبان وعادة يكون ضغط العمل كبيراً جداً على الطبيب المناوب خلال ساعات المناوبة بحيث يكون الطبيب مسؤولاً عن 30 - 40 مريضاً على الأقل.
كل إنسان يقوم بأي عمل على إمتداد 26 ساعة متواصلة لا شك أن نجاعة عمله في الساعة ال - 26 ستكون أقل وقد يرتكب خلال الساعات الأخيرة الأخطاء. مع العلم ان الطبيب يحاول عدم ارتكاب الأخطاء وباعتقادي فإن الأطباء الذين يعملون طيلة هذه المدة يستحقون الثناء فهم يقدمون خدمة طبية ممتازة بامكانيات لاتواكب التطور العالمى فى الطب والمستشفيات تعطي خدمات طبية جيدة ولكن هناك أمور تأتي على حساب أمور أخرى فإذا نجح الطبيب المناوب في الحفاظ علي عدم ارتكاب الأخطاء فإنه يكون أقل لطفاً في الحديث وأقل صبراً وكثيرا بسبب تعبه واستفزاز بعض مرافقى المرضى لا يملك الطبيب الصبر الكافي والمطلوب منه الإستماع الى المريض أو الى أهل المريض. ففي نهاية المطاف من يصل الى المستشفى ومن يمكث للعلاج في المستشفى يعاني من أمر ما ويحاول الحصول على أجوبة وأحياناً لا يكون لدى الطبيب المناوب تلك القدرة ولا الوقت لمنحه التعامل الذي يستحقه. وفي قسم الأطفال التعامل يكون مع الطفل ومع أهل الطفل. وأيضاً مع البالغين والمسنين هناك حاجة للتعامل مع أفراد الأسرة. وفي كثير من الأحيان يتعرض الطبيب الى مواقف حرجة خلال المناوبة. فساعات المناوب هي أغلب ساعات اليوم حيث تمتد من الثانية عصراً وحتى الثامنة من صباح اليوم التالي ، هذا بالإضافة الى 8 ساعات صباحية متواصلة. وخلال ساعات المناوبة يكون تواجد أكثر للأهل الذين يصلون بعد ساعات العمل. وبصراحة أقول إنّ هناك إحتمالا كبيرا لأن يقع طبيب معين بالأخطاء خلال عمله وبسبب تعبه بعد 26 ساعة.
في العالم الغربي الذي دائماً نقارن أنفسنا معه ونسعى الى أن نصبح مثله، كانت المناوبات لمدة يوم كامل ، 24 ساعة متواصلة، واليوم تم تقليص المناوبات الى 16 ساعة كحد أقصى. وفي الولايات المتحدة وأوروبا يعملون بين 12 - 16 ساعة في كل مناوبة. هناك عدة نماذج لتغيير الوضع هنا بدون أن يتضرّر الطبيب المتخصص من الناحية المهنية ومن ناحية التأهيل والمهارات، حيث يدّعون أنّ تقليص ساعات المناوبات يضر بنا.
إذا نظرنا الى ميزانية وزارة الصحة نجد أنها لم تكبر خلال السنين الماضية رغم زيادة عدد السكان وزيادة تعقيد الأمراض وتقدّم الطب وزيادة المساشفيات والأقسام في المستشفيات، ومع هذا لم يزداد عدد الوظائف بما يتناسب مع الزيادة فى عدد السكان والمستوصفات والمستشفيات .
دكتور ضياء الدين الخزندار غزة دولة فلسطين عربية حرة دستور وقانون واحد