لم يكن الله هكذا أبداً! بقلم: عبداللطيف محمود جبر
تاريخ النشر : 2019-08-19
لم يكن الله هكذا أبداً! بقلم: عبداللطيف محمود جبر


البداية قد تكون مجحفة من النظرة الأولى لكنها الحقيقة...
استثمار الدين في الصوامع وتحت المنابر هو بذاته حرب شعواء على الدين فـ" داعش" قدمت - من وجهة نظرها - للدين ما لم يقدمه أحد قبلها ولن يقدمه بعدها وفي الحقيقة هي استغلت الدين كأداة لبسط سيطرتها... بل وأداة لتلبية رغبة أحدهم بحب الظهور واشباعا لرغبته بحب السلطة أيا كانت الطريقة...
البعض من اهل الحكم هنا يعتمد على ترانيم دينية محفوظة يبرر للناس أفعاله ويوضح أن أهدافه متصلة بالدين وبتحرير فلسطين ... اليوم نقف على بعد أمتار من تصفية القضية على أيدي هذه التنظيمات المجرمة وتبدد وجهة النضال من كل فلسطين إلى النضال من أجل البقاء والمحافظة على ما تبقى من كرامة يخشاها المحتل ولا يخشاها بنو الجلدة...
عليك أن تعرف أن السلطة الدينية هي مفتاح للعبور فرجل الدين الذي يلقي لك خطبة طويلة عن الصبر والثبات و يخبرك أن ضيق حالك هو سببه البعد عن الله وهجرتك لصوامع العبادة هو ذاته رجل الدين الذي يستقل سيارة فاخرة قد ركنها على بعد أمتار من المسجد... يا عزيزي إن الله إن حل غضبه بنا قد حل بسببك وبسبب استغلالك للدين فالصبر يأتي عندما تتساوى فعليا بينك وبين من دعوتهم للصبر... ولماذا قد حل عليك فرج الله ولم يحل بهؤلاء الفقراء والمهمشين...؟!
أينظر الله بعين الرأفة لأصحاب المنازل الفارهة وينظر بعين النقمة لأصحاب العشوائيات...؟!
أكان الله نازيا يا شيخ منبرنا يعطي الأغنياء ويطلب من المهمشين الصلاة أكثر حتى تفرج أحوالهم...؟!
رأس السلطة في أي مكان في العالم العربي - حتى لو كان علمانيا- يستغل حاجة الناس إلى الله فيتحكم بوزارة أوقاف يكون ولاء من فيها للحاكم... وهم من يُطلق عليهم "مشايخ البلاط"
ويزج بالسجون من يعرف أن الله نجده في بطون الجوعى ...
لأن الإيمان الذي لا يعبأ ببطون الجوعى ولا بأعراض الناس ولا يمنع الظالم ولا ينصر المظلوم هو إيمان مصطنع صنعته أنظمة دينية وعلمانية قذرة...!
أتعرف أن الله يحب أن يأمن الناس من الجوع قبل أن يأمنوا من الخوف؟!
وقد أخبرتنا بأن الله قد غضب وعلينا أن نعتذر للحاكم بسبب تركنا لصوامعنا...
يا عزيزي نحن نعبد الله وأنت تعبد الحاكم باسم الله...
فلم يكن الله هكذا أبدا...!