النظافة ثقافة وسلوك حضاري بقلم : نورهان العقاد
تاريخ النشر : 2019-08-19
السلوك يعكس ما يحمل الانسان من ثقافة، والثقافة ليست هى كَلاَمٌ معسول مُنَمَّقٌ او لبس ملابسَ فاخرة لائقة تعجب الناظرين، بل هي مجموعة من المعارف المكتسبة والعادات والتقاليد والقيم للمجتمع تشكل شخصية الانسان وتؤثر به ويتترجم ذلك من خلال سلوك الانسان وتصرفاته.
وهنا ساتحدث عن النظافة وهى سلوك مرتبط بالثقافة كقيمة ومن القيم الهامة بالاسلام وينظر إليها على أنها جزء لا يتجزأ من الإيمان، وأخص بالذكر نظافة البيئة كما هى النظافة الشخصية.
وان المحافظة على نظافة بيئتنا لها عدة جوانب منها الانساني والوطني والديني والاخلاقي، سألخصها في عدة نقاط من خلال واقع عملى (تجربتي)، أنا أمارس النظافة امام منزلي وبالشارع الذي اسكن به صباح كل يوم جمعة لمدة ساعة، وقد اعتدت على هذا السلوك منذ عام 1998م وانا امارسه باستمرار، والناظر الى هذا السلوك يعتبره أمر بسيط ولكن في حقيقته يحمل فوائد عظيمة ومعاني جليلة :
1- ذلك صدقة وعبادة: فالإسلام ينظر إلى قيمة النظافة على أنها جزء لا يتجزأ من الإيمان، الأمر الذي جعلها تحظى باهتمام بالغ في الشريعة الإسلامية ، فلم يعد ينظر إليها على أنها مجرد سلوك مرغوب فيه أو متعارف عليه اجتماعياً يحظى صاحبه بالقبول الاجتماعي فقط؛ بل جعلها الإسلام قضية إيمانية تتصل بالعقيدة، يُثاب فاعلها ويأثم تاركها في بعض مظاهرها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ: بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ» (رواه البخاري: [9]، ومسلم: [35] ). وعن صالح ابن أبي حسان قال سمعتُ سعيد بن المسيب يقول: "إن اللهَ طيّبٌ يحبّ الطيبَ، نظيفٌ يُحِبُّ النظافةَ، كريمٌ يحبُ الكرم، جوادٌ يُحِبّ الجودَ؛ فنظفُوا -أراه قال: أفنيتكُم-؛ ولاتشبّهوا باليهودِ"، فقال حدثنيه عامر بن سعد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه قال: «نظِّفوا أفنيتكم» (رواه الترمذي، والألباني في المشكاة وقال: "حسن" [4487] ).

2- النظافة عنوانك: النظافة عنوان الرقى والحضارة، ويوصف المجتمع بالتحضر عندما يرتقي إلى مرحلة إضفاء جانب النظافة في كل أشكال الحياة، فاذا كنت تمارس هذا السلوك الايجابي وهذه القيمة بتنظيف شارعك، فتجعل عنوانك نظيف وجميل، فبيتك وشارعك ومدينتك ووطنك عنوان.
3- مواطنة صالحة : من خلال هذا السلوك أنت تعزز مفهوم المواطن الصالح وروح الانتماء الوطني من خلال التعاون والعمل التطوعى للمحافظة على بيئتك.
4- قدوة لأبنائك: فأنت الأب تشكل قدوة لأبنائك، فيكتسب الطفل سلوكه مما يُشاهده ويسمعه من الأكبر منه وبالأخص الوالدين، وان الطبع يغلبه التطبع ، فتعويد الاطفال منذ نعومة أظفارهم على هذا السلوك يكون ذا مفعول قوى، ويساعدهم ذلك على تحمل المسؤولية وتقديم الأفضل لبيئتهم دون مُقابل والحفاظ عليها .
5- رياضة: ممارسة هذا السلوك يحرك عضلات الجسم وخاصة اليدين ويساعدك على حرق الدهون مما يحافظ على صحتك وخاصة للذين لا يمارسون أي رياضة.
6- الوعى البيئي: رفع مستوى الوعي لدى الافراد من خلال تشجيع الأخرين لمشاهدتك تمارس هذا السلوك قد يصابوا بالعدوى المحمودة ان جازالتعبير، ويجعل كل فرد من أفراد المجتمع يسعى نحو توفير بيئة نظيفة.
وانا أمارس القول فعلاً وعملاً، فمعاً وسوياً يمكننا أن نُحافظ على بيئتنا، من أجل بقاء بلادنا نظيفة وجميلة، واقترح على كل مواطن أن يقوم بتنظيف امام منزله فقط صباح كل يوم جمعة وانظر كيف يصبح شارعك ومدينتك؟. من أجل الحفاظ على الوجه الحضاري لبلدنا.
بقلم : نورهان العقاد