جرأة "مشهور البطران" بقلم:رائد الحواري
تاريخ النشر : 2019-08-19
جرأة "مشهور البطران" بقلم:رائد الحواري


جرأة "مشهور البطران"
عندما يقتل طفلين أمام عيوننا، ولا يجرأ أحد منا على تناول الحدث أو الحديث عنهما نكون جبناء، "مشهور البطران" تجرأ وتحدث عن الموت المجاني:
"موت مجاني
لا اكثر ولا اقل
لا بطولة ولا يحزنون
مجرد انفعال اطفال
في عندنا مشكلة عويصة في موضوع الانفعال الوطني
عنجد شيء محزن"
هذا ما جاء في تعليقه الذي ارفقه بفيديو يصور عملية القتل، والملفت للنظر أن بعض (الفصائل) الفلسطينية لم تدخل إلى لب (العملية)، ومنها من اعتبرها (عملية بطولية)، وهذا يأخذنا إلى الى الفدائي الفلسطيني، عندما كانت عملية إعداد الفدائي تأخذ ستة أشهر بين تدريب وتعرف بالموقع المراد مهاجمته، هذا عدا المعلومات قبل وقبيل العملية وعمليات الاستطلاع وكشف الموقع، ومع كل هذا الاجراءات والاحتياطات كنا نسمع من بعض (المقاومين اليوم) أن هذا عملية انتحارية، وأن صاحبها سيذهب إلى النار، لأنه لم يقم بعمليته استنادا على إيمانه بالجهاد في سبيل الله، بل في سبيل الوطن، لهذا بقوا في ذيل التاريخ إلى أن لبسوا ثوب الدين وسرقوا رموز الثورة وحتى الثورة نفسها، وجعلوا من انفسهم حماتها، ولا يجوز لاحد أن يشاركهم الثورة/المقاومة.
لست ممن يحبون الاعتماد على نصوص(مقدسة) لتأييد فكرة ما، لكن من باب الأمانة (الفكرية) أقدم ثلاث مقولات، أحداهما "لناجي علوش" الذي قال في بداية السبعينيات من القرن الماضي: "ليست البطولة أن نستشهد، لكن البطولة أن نقوم بعمل الاستشهاد دون ان نستشهد"، والثانية لصديقي المحامي "منصور ضميدي" الذي قال من أكثر من عقد ونصف، علينا تعريف من هو الشهيد، ومن هو الأسير، ومن هو الجريح، حتى يستطيع الشعب الفلسطيني الاستمرار في تصديه للاحتلال، ولكي نقطع دابر الانتهازيين، ونبقي المقاومة نقية ومنسجمة بين نهجها وقولها، والثالثة للصديق "طلال أبو كشك" الذي قال: "يجب أن تكون مهمة الفصائل الفلسطينية الأولى هي تثبيت المواطن الفلسطيني على الأرض" ورغم هذا المقولات، ورغم استباقها للزمن، نجد الانجرار وراء الحواف دون أن نعي خطورة ذلك علينا وعلى ابنائنا، ففي النهاية من يستشهد هو أبنائنا، ونحن ندفع بهم إلى الموت لتحت مسمى (مقاومة).
من هنا، علينا التوقف عند ما قاله "مشهور البطران، وناجي علوش، ومنصور ضميدي، وطلال أبو كشك" الذين شخصوا الحدث بطريقة عقلية بعيدا عن الشعارات والإتجار بالدين أو الوطنية.