لماذا الهجوم عليها حتى في عيد الله؟ بقلم : حمدي فراج
تاريخ النشر : 2019-08-19
لماذا الهجوم عليها حتى في عيد الله؟ بقلم : حمدي فراج


لماذا الهجوم عليها حتى في عيد الله 16-8-2019
بقلم : حمدي فراج
من منبع الدين الاسلامي ، المملكة السعودية ، يتنطحون في كل عيد ، لمهاجمة المرأة ، وكأن كل قضايا أمتنا المستعصية آلت الى الحل ، ولم يتبق الا المرأة ، فنهجم عليها وكأنها ليست امنا واختنا وقرينتنا وبنتنا وحفيدتنا وحبيبتنا ، تمثل ذلك في خطبة العيد بمدينة جدة ، حيث هاجمها الامام من باب عملها ، مشبهها بالتي تأكل بثدييها ، الله اكبر ، اين ورد هذا في كتاب الله وسنة رسوله ؟ من منا لم تعمل امه او اخته او زوجته او ابنته ، اين اذهب انا شخصيا وقد عملت كل النساء التي انتمي اليهن ، تقول واحدة من المصليات : انتظرت ان يحتج عليه مصل واحد ، فلم يحصل .
وجاء الصدى على هذا الامام الذي يترزق من العمل في دين الله ، من القاهرة ، حيث الازهر الشريف ودار الافتاء على لسان امين الفتوى واسمه عويضة عثمان الذي هاجم الصلاة المختلطة ، " نبهنا أكثر من مرة على حرمة اختلاط النساء بالرجال في صلاة العيد، لان الاختلاط في الصلاة يبطلها، ورغم ذلك تتكرر تلك العادة السيئة كل عيد" . مستندا الى "سيدنا ابو هريرة الذي كان يقف في الصف الأخير ويشرف على التنظيم، ولا يدخل في الصلاة إلا بعد شروع الإمام في الركوع"، هل هذا الاستشهاد اثبات على حرمة الاختلاط ؟ رغم ان ابا هريرة كان له من العمر عندما توفي الرسول سبع سنوات فقط وفق الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه النوعي "فترة التكوين في حياة الصادق الامين" ، وقيل ان عمر بن الخطاب منعه من السفر وهدده بقص لسانه اذا ما سمعه ينقل عن الرسول.
كيف يمكن ان تنهض الامة على ساق واحدة ، وقد خلقنا الله على ساقين ، ذكرا وانثى ؟ لنتخيل فقط حين تكون احدى الساقين مقطوعة او مشلولة ، ألن تقوم الساق الصحيحة بمهمة الساقين ، ألن يضطرنا الى الاستعانة بعكازة واحيانا باثنتين ، ومن قال ان شلل الاولى لا يؤثر على الثانية . اين يمكن لرجال الدين تعليم بناتهم و مشافاة نسائهم حين يمرضن ويحبلن ويضعن ، فيأتي هذا ليحرم الاختلاط وذاك ليحرم عمل المرأة . الا يحق للمرأة العاملة رد ما اتهمها به من انها "كمن تأكل بثدييها" اكثر حرصا وكرامة ممن يأكل بدين رب العالمين ، حتى اصبحنا لا نرى دولة عربية بدون وزارة دين "اوقاف" تضم مئات الموظفين ، وحتى وقت ليس ببعيد كان الامام هو المؤذن يتقاضى سبعة دنانير مقابل مئة وخمسين صلاة في الشهر واربعة جمع ، وكان يؤذن لكل صلاة واحيانا من على سطح منزله مستندا الى صوته فقط بدون مكبرات صوت وميكروفونات وتسجيلات مسبقة .
قبل يومين ألغت المحكمة الاسرائيلية العليا تشريعا دينيا يقضي بالفصل بين الجنسين في الحدائق العامة بمدينة العفولة .