عيد الأضحى والتضحية العربية بالأقصى بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-08-18
عيد الأضحى والتضحية العربية بالأقصى بقلم:خالد صادق


عيد الأضحى والتضحية العربية بالأقصى
خالد صادق
تزامنت الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى المبارك, مع حلول أول أيام عيد الأضحى الذي جاء هذا العام مترافقا مع فعاليات وتصريحات واضحة وصريحة, تكشف عن نوايا الاحتلال ومؤامراته تجاه المسجد الأقصى, واخطر هذه التصريحات جاء على لسان ما يسمى بوزير الأمن الداخلي الصهيوني غلعاد أردان بشأن تغيير الوضع القائم في القدس، حتى يتمكن اليهود من أداء الصلاة في المسجد الأقصى، وهي المرة الأولى التي تصدر فيها مثل هذه التصريحات عن مسؤل حكومي "إسرائيلي" بشأن واقع القدس منذ عام 1948, فقد أطلق أردان شرارته لقياس ردة الفعل الإسلامية والعربية، صوب ما يحيكه الاحتلال من مخططات ومؤامرات تستهدف الأقصى للسيطرة على المقدسات وتطبيق صفقة القرن بشان القدس، الفلسطينيون تصدوا لحالة التغول الصهيونية تجاه الأقصى والمقدسيين, وتوافد الآلاف منهم ليرابطوا في باحات الأقصى, ويتصدوا لقطعان المستوطنين التي اقتحمته تحت حماية الشرطة والجيش الصهيوني, وكانت صيحة الله اكبر التي أطلقها المرابطون كافية لهرب المستوطنين منه, وتدخل الجيش والشرطة الصهيونية للاعتداء على المرابطين فيه.
على ما يبدو ان العرب والمسلمين قرروا التضحية بالمسجد الأقصى, فلم يعلقوا مطلقا على ما حصل ويحصل داخل الأقصى على يد المستوطنين بمباركة الحكومة الصهيونية والمسجد الأقصى, فمن العرب من خرج ليشكك في قدسية المسجد الأقصى, وانه لا يساوى في قدسيته أكثر من أي مسجد في أي مكان بالعالم, متناسيا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال, قال عليه الصلاة والسلام: «فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة, وفي مسجدي ألف صلاة, وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة», وكأن هؤلاء أرادوا ان يضللوا المسلمين حتى لا يعطوا أولوية واهتمام للمسجد الأقصى, ولا يهتموا بما يتعرض له من انتهاكات يومية على يد قطعان المستوطنين, الرسميون العرب صمتوا على ما يحدث للأقصى وما يتعرض له المرابطون داخله, وصمتهم هذا يعني الشيء الكثير بالنسبة لليهود, وكأنهم يمنحونهم الضوء الأخضر للبدء بتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني له, ويعني للفلسطينيين ان أقصاكم لا يعنينا ولن ندافع عنه, ولن نتضامن معكم, فمصالحنا أصبحت مرتبطة بمصالح "إسرائيل" ولا يعنينا ما تتعرضون له.
الأردن صاحب الوصاية على الأقصى جاء رده باهتا ولا يتناسب مع خطورة الحدث, فقد استنكرت وزارة الخارجية الأردنية تصريحات أردان، وأعرب الناطق الرسمي باسم الخارجية، سفيان القضاة، عن "رفض المملكة المطلق لمثل هذه التصريحات، محذرا من مغبة أي محاولة للمساس بالوضع القائم التاريخي والقانوني والتبعات الخطيرة لذلك". وذكر القضاة إسرائيل بـ "ضرورة الإيفاء بالتزاماتها والاحترام الكامل للوضع القائم". وطالب السلطات الإسرائيلية " بالوقف الفوري لجميع المحاولات لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك"، مشيرا إلى أن الخارجية الأردنية وجهت مذكرة رسمية عبر القنوات الدبلوماسية للاحتجاج والاعتراض على تصريحات الوزير الإسرائيلي, وكأن هذه التصريحات ستوقف محاولات الاحتلال للسيطرة على الأقصى, وكأنها كفيلة لإحباط مخططاته ومؤامراته, إذا كان هذا أقصى ما يمكن ان يحتج به العرب على إجراءات الاحتلال في الأقصى, فان "إسرائيل" ستمضي باطمئنان في مخططانها, فالاحتلال لا يخشى إلا انتفاضة شعبنا وصواريخ مقاومتنا, ونحن على ثقة ان شعبنا ومقاومتنا لن يضحوا بالأقصى, وسيتصدوا للاحتلال بكل ما أوتوا من قوة.