حرب استنزاف تمهد للحرب القادمة بقلم:مروان صباح
تاريخ النشر : 2019-08-18
حرب استنزاف تمهد للحرب القادمة  بقلم:مروان صباح


حرب استنزاف تمهد للحرب القادمة ...

مروان صباح / بالنظر إلى ما عرف عن محاولات مشابة تتطابق دائماً مع المقاربات ، فإن المحاولة الاسرائيلية الأخير التى تهدف إلى استفزاز الأردن ليست سوى قديمة متجددة ، فعندما تتلاعب شخصيات رسمية إسرائيلية بمسألة الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس بالتزامن مع إقرار المجلس وزراء الاسرائيلي ببناء جدار جديد بمعايير عالية الكفاءة على الحدود قطاع غزة بكلفة تقارب 30 مليون دولار تكون إسرائيل بهذين التحركين أشارت إلى دلائل واضحة ، فالمرحلة القادمة تحمل متغيرات كبيرة على الأرض وايضاً هي دعوة واضحة لأهل الضفة الغربية بالذهاب إلى انتفاضة شاملة وعامة وهنا لا بد للرئيس الوزراء نتنياهو أن يعي جيداً وايضاً من ورائه منِ الأجهزة الأمنية الاسرائيلية ، بأن الضفة الغربية ستشهد انتفاضة عظيمة سيقلب ابناءها الطاولة على رؤوس الجميع لأنها باختصار ستعيد ترميم خندق معركة الكرامة طالما قرر اليهودي استبدال الوصاية الهاشمية باليهودية لهذا من الأولى للإسرائيليين عدم الخوض تجربة مجهولة المعرفة والتقديرات بل لن يأتي من وراءها سوى هدم ما يسمى بكوخ السلام الهش وبالتالي هذا اللعب ليس فقط ناري بقدر أنه جهنمي .

مع هذه المعطيات لا بد للفلسطيني أن ينتبه لخطورة النوايا والترتيبات التى تحضر لها إسرائيل ، هناك عواصف عاتية في السياقات الراهنة ، فالطبول الحرب تزداد يوم بعد الآخر ضجيجها والحرب القادمة لا تحمل في مخططاتها منطق الحسم بقدر أنها ستكون مرحلة اتمام التجانس السكاني وهذا ينطبق على الضفة العربية كما حصل في سوريا والعراق وبالتالي تسعى إسرائيل فرضه من واقع الجدار والذي تجد في الحرب القادمة فرصة سانحة وممكنة لكي تُقدم على عملية تطهير عرقي تحقق لها روايتها الشهيرة ( أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ) بالطبع لن يقتصر ذلك على مناطق السلطة بل سيشمل داخل الخط الأخضر .

إذاً العواصف القادمة ليست في فنجان ، فالحركة الصهيونية في الوقت الحاضر تعمل على جبهتين ، الأولى تحصين كيانها أمام حركة حماس وحلفائها في غزة وفي الوقت ذاته تعمل في الضفة الغربية على تغيير الديمغرافية السكانية والمعمارية ، وهذا يشير عن مسألة جوهرية ، بأن جميع الطبول التى تقرع يتخللها مرحلة استنزافية قبل الحرب ، بالفعل هناك حصار اقتصادي على إيران وحلفائها من أجل تجفيف قنواتها ، بالطبع معتمدةً على عامل الاستنزاف لكن يبقى ضمن مسألة تغير السلوك وليس تصويب الأمور ، في المقابل تتقدم بمشروعها في الضفة الغربية والقدس بشكل تدريجي الذي يمكن الكيان الاسرائيلي من التماسك والوحدة ويشتت المجتمع الفلسطيني بين الحواجز والجدران والمستوطنات إلى حين قيام الحرب التى تحمل في أهدافها التطهير الأكبر . والسلام
كاتب عربي