أدعوك أن أبقى أنا بقلم:هبة جعب
تاريخ النشر : 2019-08-18
إلهي أنا هِبَة التي تعلمها .. ولست التي يعرفها الناس!

لَستُ ممّن يحفظ الصفحة بسرعة فائقة ثم يرددها غيبًا كما كنت أفعل في بداياتي للحفظ ، إنني أتلعثم وأكرر وأقف وأتمعن وكأن كلامك مُوجّه لقلبي موجّهٌ إليّ، وأتخيل الآيات بأحداث يصنعها عقلي ، وأنا التي قلبها يبكي ألمًا إن لم أصل إلى ما أريده ، لا زلت أبكي على تلك الأيام التي كنت فيها أتلو الآيات لمعلمتي القرآن ثم أقف ولا أعرف مطلع الآية وأتوقف ثم أذهب لأجلس وحدي وأبكي الدموع الحارة حتى تتغيّر ملامح وجهي ، لا زلت أتذكر طفولتي في حفظي للقرآن إلٰهي أدعوك ألّا تُغيّرني ، أدعوك أن تُبقيني بهذا القلب ، أن لا أتأثر بالكلام المحبط حولي ، أن يبقى صَوتي حَنونًا هكذا إلى أن يقولوا رَحمةُ الله عليها كُنّا نرتاح لها!، أن تثبّت القرآن في قلبي وكُلّ حافظ له ، وأن تحفظني ومَن في قلبي بحفظك الدائم ، فإني لا أخشى أحدًا في هذه الحياة وأنت العليم بما في قلبي ومَردّي إليك وهذه هِي طمأنينتي الوحيدة ، أدعوك ألا يغيرني شيء ، إنّك تدرك دعواتي حتى لو لم أنطق بها فاجمعني بها ، فإنّك تعلمُ السر وما يَخفى ، أدعوك أن أبقى أنا وإلّا خُذني إليك..

" أن أبقى أنا!"