المراهقة السياسية الفلسطينية بقلم: عبداللطيف محمود جبر
تاريخ النشر : 2019-08-16
المراهقة السياسية الفلسطينية بقلم: عبداللطيف محمود جبر


تتدرج حياة الإنسان في مراحل عمرية لا بد منها وكذلك أحزابنا الفلسطينية التي تعاني من مراهقة متأخرة في السياسة وذلك لضعف التجربة السياسية في الوطن العربي وفلسطين خاصة وتتسم هذه المرحلة بعدم الاتزان السياسي في اتخاذ القرارات وتحديد الحلفاء وذلك ببساطة لأن قوتهم ليس من فأسهم...
تتسم هذه المرحلة بقرار مأجور ينعكس على الواقع الفلسطيني... لا نقول تبعية القرار لأن تبعية القرار تنم على واقع مشابه مع تلك الدول التي تدعم الأحزاب... الواقع المشابه يتطلب مشابهة في أوقات الحرب والسلم... لكن مأجورية القرار تجعلنا في حرب دائمة وأداة للضغط على أنداد داعمي هذه الأحزاب وهم في حالة مد وجز مع أندادهم...
يتكبد واقعنا الفلسطيني عموما وواقعنا الغزي على وجه التحديد عقوبات المد والجزر هذه وينعم الأنداد بالأسماك التي تنتجها هذه الظاهرة الطبيعية التطبيعية...!
الواقع الغزي أصبح أداة للضغط على المحتل إذا ما أرادت إيران تذكير أندادها بذراعها الطويلة في المنطقة...
هذه المراهقة السياسية المتأخرة أودت بغزة لأن تكون كالمناذرة في وسط الغساسنة...
نحن لا نريد أن نحاسب التاريخ ولا أن يحاسبنا التاريخ لأننا في مرحلة الصفر السياسي...
بدون إنجازات لصالح القضية بل في مرحلة تراجع عن قيمة الصفر... كل هذا بسبب الاتصال سماويا بالأهداف والبعد عن البراغماتية في تحقيقها...!
هذه دائرة ليست مفرغة بل دائرة "داشرة" لا يمكن وصفها إلا بالراقصة... لأن ثمة طرف يتهم الأخر بالفساد وهو غارق فيه أصلا...
وهذا ما ينتج عنه عنف أيدلوجي وسياسي داخل طبقة المهمشين في حين ينعم الزعامات بالاتصالات والتراحيب... ويتحمل الفقراء تبعات مراهقتهم...
ياه ما أقذرهم...!