المجري الجزء الحادي عشر بقلم: إبراهيم عطيان
تاريخ النشر : 2019-08-15
المجري الجزء الحادي عشر  بقلم: إبراهيم عطيان


نادر وبالرغم من جرحه الغائر بسبب كلمات شجن القاسية
وعباراتها التهكمية اللاذعة إلا أنه ظهر متماسكاً
حريصاً على تخطي تلك الصدمة ومواجهة نفسه بصرامة وحزم
والتغلب على أحزانه التي كادت أن تعصف بالشخصية الحقيقية
التي عرفناها من قبل؛ انها شخصية المقاتل الذي يرفض الهزيمة
وتخطي تلك الأحزان التي أوشكت أن تلبسه عباءة الضعف والهشاشة وتخرج قطار حياته عن المسار لكنها في الحقيقة لم تمنعه من مواصلة المسير والتقدم بعدما قرر أن يعود لسابق عهده يتخطى الكبوات ويضمد جراحه ولا يلتفت لسخرية القدر.
يعيد الصورة لما كانت عليه من قبل؛
لأنه يدرك جيداً بأن التعثر لا يعني السقوط والسقوط لا يعني النهاية ما دمنا نعترف بالأخطاء ونعمل على تداركها بشجاعة
فالعثرات ما كانت أبداً عائقاً أمام شخص يسعى لمواصلة السير وبلوغ الهدف ولن تكون حائلاً يحجب النجاح عن مخطئ يسعى لإصلاح ما أفسده من قبل.
هو كذلك يعلم بأن المطر ينزل من سماء ملبدة بالغيوم
كما يأتي نور الصبح من قلب الظلام.
فهناك دائماً جانب مشرق في الحياة ربما لا تراه الآن ولكن يجب أن تشغل نفسك بالبحث عنه والتطلع إليه قبل أن تشغلك الهموم عن كل شيء.

بالرغم من مواجهة شجن القاسية لنادر وحدة أسلوبها إلا أنها أعادت له الحيوية والعزيمة مرة أخرى واستثارت حفيظته فألهبت فيه الحماسة مرة أخرى.
كعود أصابته نار فأخرجت منه الطيب أو معدن أصقلة لهيب النار فأعاد له البريق.
ولعل ذلك هو الجميل في هذا المشهد الدرامي الأصعب على نفسه التي نشأت وترعرعت على مبادئ غرسها جده منذ الطفولة ورعاها الأب بعناية ليكمل مشروعه في صناعة مقاتل لا تقهره الظروف.
لكن الصدفة التي زادت من روعة المشهد وجماله تمثلت في ظهور روابط أخرى بين نادر وشجن تلك الروابط لم تكن معلومة لأي منهما؛ لكن الظروف السيئة التي مرت بهما قد أعلنت عنها وكشفت الغطاء فأبرزت لنا تلك العوامل المشتركة
كفشل التجربة العاطفية السابقة لكل منهما والحالة السيئة التي تسيطر عليهما؛ كلها روابط مشتركة لكنها لم تكن هي التشابه الأوحد فيما بينهما !!!
فقد ظهر جلياً أن تحمل المسئولية والاعتراف بالخطأ
والسعي الدؤوب نحو تصحيحه هو وجه أخر من أوجه الشبه
التي تجمع ما بين الشخصيتين نادر الذي تراجع عن خطأه وعاد لطبيعته تاركاً حياة الهامش وعدم المبالاة.
وشجن التي تحاول إصلاح ما أفسدته من قبل بعد أن شعرت بخطئها في تقدير الموقف.
فشعور الذنب يتملكها حين أدركت أنها هي الأخرى لم تكن الأفضل عندما أغلقت على نفسها وجعلت من صدمتها الأولى مبرراً لجرح الأخرين وعدم الثقة بهم والأكثر من ذلك شعورها بالسطحية والفشل في تقدير الأشخاص أو أنها لم تستطع فهم الأخرين إلا في أوقات متأخرة.
بداية من التجربة الأولى مروراً بشخصية نادر التي تسرعت في الحكم عليها، فكان ذلك الموقف امتداداً لسلسلة من الارتباك والروعونة تسبب في توتر علاقتها بنفسها أولاً ثم انعكس التوتر على علاقتها بالمحيطين بها، لكن ضوء قنديل صغير قد يكفي لكسر العتمة

فهناك تباشير خير تدل على أن تلك الحالة السيئة لن تبقى طويلاً؛
حيث بدا عليها الإهتمام والجدية وأخذت تفكر بعمق شديد علها تجد المخرج من تلك الأزمة الراهنة وإعادة نادر مرة أخرى؛
حتى لا يكون الندم مصيرها بعد أن تأكدت من احتلال نادر لجزء ليس بالقليل في قلبها وأنها بدأت تفكر به بشكل مستمر ليس فقط لإصلاح ما أفسدته من قبل وإنما لشعورها بحب نادر الذي بدأ يتسلل إلى قلبها برفق وثبات.

تابعوا أحداث جديدة في منشورات قادمة
بقلم: إبراهيم *عطيان*