صحة وعافية متلازمة القلب المكسور بقلم:ا.د. ضحى بركات
تاريخ النشر : 2019-08-15
صحة وعافية متلازمة القلب المكسور بقلم:ا.د. ضحى بركات


صحة وعافية
متلازمة القلب المكسور
بقلم . اد. ضحى بركات
كل منا فقد عزيز أو خانه ظن فى حبيب أو صدم بأمر لم يتوقعه من قريب أو صديق حميم . ينتابه شعور بالألم والقهر والظلم وهذا الشعور من الممكن أن ينهى حياته . والمكلوم يعبر عن نفسه وعن هذه الحالة بكلمة "قلبى انكسر " والحقيقة أن هذا الوصف دقيق جدا وله تفسير علمى يشرحه العلماء وسوف نشرحه اليوم حتى تستطيعوا تجاوز هذه الحالة الشديدة من الحزن دون خسائر.
أثبت العلماء أن فقدان عزيز وحبيب يعتبر من أشد الصدمات النفسية التى يتعرض لها أى إنسان وأطلقوا على هذه الحالة " متلازمة القلب المكسور" ويأتى الترتيب فى أنواع الفقد وفاة الزوج ثم الأب أو الإبن ففقد أى من هؤلاء يتسبب فى أشد
أنواع الألم ولايقتصر على الإيلام النفسي بل يمتد إلى الألم الجسدي وقد يسبب الوفاة .وفى هذا الشأن قام فريق من علماء جامعة "Rice" في تكساس بعمل دراسة مهمة جدا وتعتبر أول دراسة من نوعها تشرح مايحدث داخل أجسادنا فى حالة فقد
عزيز لدينا وتمت الدراسة على 99 شخص فقدوا ( أب -ابن- زوج) وقاموا بتصنيفهمكل حسب درجة تأثره الظاهري بالفقد ثم أخذوا عينة من دمهم فاكتشفوا أن كل عينات الدم فيها نسبة عالية لبروتين اسمه " سيتوكين" تنخفض وتزيد حسب درجة تأثر
الشخص الظاهري بالفقد.. وهذا البروتين مسئول عن نقل الإشارة والتواصل وتنشيط الخلايا في الجسم كله..
وعند زيادة هذا البروتين في الدم يحفزّ حدوث الإلتهاب في منطقةٍ ما في الجسم بدءًا من آلام المفاصل - ولذلك يعبر عن الحزن فى حالة الفقد ظهره اتكسر - وانتهاءًا بالسكتات القلبية وكثيرا مايؤدي إلى وفاة الشخص الحزين وكثيرا نسمع عن أناس لم يتحملوا الفقد وفماتوا.
لذا وجب علينا أن نستفيد من هذه الدراسة فعندما نعرف التأثير العضوي والجسدي للحزن، نستطيع تخفيف أضرار الصدمة لإنقاذ حياة الشخص المكلوم من الموت..بالمؤازرة والسؤال والتعاون .
أما علماء الإجتماع فيقولوا: أن خوف الشخص من أن يُكمل حياته بدون الطرف الآخر يصيبه بأشد أنواع التوتر الذى يحفّز زيادة هرمون ( الأدرينالين ) وهو مضاد لهرمون ( الأنسولين )، وبالتالي فإن الحزن الشديد، يسبب زيادة مُستمرة في هرمون ( الأدرينالين ) الذي يتسبب فى زيادة ( سكر الدم )، وهو أحد مسببات العتامة او ابيضاض العين . وقال ربنا عن النبي يعقوب: " وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم"...لذا فلنحاول أن نتحمل صدمات الحياة ونستعد لها بإيمان قوى وتوكل على الله والاستعانة به فهو من قدر علينا الفقد للأحبة وهو وحده القادر على
تعويض هذا الفقد وهو على كل شئ قدير . كم فقد أهلنا من أحبة ولولا تحمله لاتوف وضعنا بعدهم فلنتحمل من أجل رسالة خلقنا من أجلها ولابد أن نؤديها لأننا سنسأل عنها أمام الله. ونصبر مهما كان الابتلاء ولسوف نؤجر على الصبر بإذن الله قال تعالى " إنما يوفر الصابرون أجرهم بغير حساب " ولننال حب الله
قال تعالى " والله يحب الصابرين " ولنحظى بمعية الله وهى أفضل النعم قال تعالى "إن الله مع الصابرين " وفوق كل ذلك للصابرين البشرى من الله قال تعالى " وبشر الصابرين ".من اجل ذلك " إياكم والقبول المكسور" .اللهم أجبر قلب كل مكلوم والهمه الصبر والسلوان وأعنه على صبره يارب العالمين ..آمين ...آمين. .آمين