تل الزعتر5 بقلم:محمد قدورة
تاريخ النشر : 2019-08-15
هل يهيئ الانعزاليون لمجزرة جديدة؟!!في ذكرى مجزرة تل الزعتر

امعانا منهم في المساهمة في تنفيذ صفقة القرن

و تدمير المخيمات كقاعدة انتظار لعودتنا؟!!

فلنحافظ على زخم و سلمية حراك شعبنا

فتل الزعتر جرح لم يبرا بعد!!

طالما " الاخوة " ينكأونه 

كما نكئ جرح دير ياسين و قبية و غيرها من المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية التي تنتمي لها قيادات الكيان الاسرائيلي, هذا الكيان الذي حاز زورا و بهتانا على لقب " واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط " من قبل الغرب الاستعماري, بجرح تل الزعتر, ذلك المخيم الذي تربع على المرتفعات الشرقية لمدينة بيروت و في حالة من البؤس الشديد عاش سكانه على امتداد سني الهجرة منذ النكبة 1948 و حتى ارتكاب المجزرة ضد سكانه في 13 آب, اوغست عام 1976 على يد القوات الطائفية اللبنانية التي كانت و لا زالت مدعومة من الكيان الاسرائيلي الطائفي الشبيه القائم على العنصرية الدينية.

و بعد حصار دام 52 يوما حيث نفذت كل المواد الغذائية التي كانت موجودة في المخيم , ونفذ كل ما كان يدب على اربع من الحيوانات الاليفة و الشاردة و غدت مناهل المياه مصائد للفلسطينيات اللات غامرن بحياتهن في محاولة لدرء الموت عن اطفالهن العطشى, حيث كان يتعرض المخيم لشتى انواع القصف و القنص طوال فترة الحصار, ذلك القصف الذي اباد عائلات باكملها و معظم العائلات الاخرى قد فقدت اولياء امورها و فلذات اكبادها لانهم كانوا يتناوبون على تخوم المخيم في موقف يفوق الشهامة وصفا, دفاعا عن اسرهم. وفي اليوم الاخير شنت الهجوم قوات ماتسمى " النمور " بقيادة داني كميل شمعون. و تراوح حصاد الارواح حسب مختلف المصادر ما بين 1500 و 3000 شهيدا و ما يزيد عن 4500 جريح.

و لم تقف المجازر هناك و انما طالت فيما بعد, صبرا و شاتيلا , ثم مخيم جنين, وبعدها اغتيل مخيم النهر البارد و طالت يد المنون و التهجير مخيم اليرموك في دمشق, بعد ان ابيد مخيم حندرات الوادع القابع في شمال مدينة حلب و روع وهجر ابناء مخيماتنا من مخيم درعا و صولا الى مخيم النيرب في حلب. ان ما يربط بين كل ذلك هو ان الشعب الفلسطيني مستهدف بالابادة و تهجير من طال عمره في مخطط لايعرف الاستراحة من اجل اقامة دولة اسرائيل اليهودية و تستهدف المخيمات تمهيدا مباشرا و غير مباشر لابادة المخيمات و فرض هجرة و لجوء مركب جديد لالغاء حواضن التمسك بحق العودة و الخيط الثالث ان كل ذلك ارتكب على يد قوى طائفية عنصرية دينية و ان تنوعت انتماءاتها و ولاءاتها لكنها تصب في الطاحونة ذاتها التى تساهم في طمس الحقوق المشروعة لابناء شعبنا

و لمزيد من الاسف فان البعض من القوى الفلسطينية لم يستوعب مقولة الناي بالذات عن الصراعات الجارية في المنطقة و التي بعيدا عن بداياتها و حسن نوايا الشعوب فيها فانها تتوضح اكثر مع اشتداد الصراع و تعدد منابع دعمه و الحفاظ على ديمومته على انها هذه القوى التي تقوم بالتدمير سواء المحلية منها او المستوردة بالبترودولار و التعبئة الطائفية الارهابية الا ادوات لتحقيق نظرية " الفوضى الخلاقة " و الوقوع في فخ الانقسامات الطائفية المتناقضة مع التعايش الموزييكي بين كافة المجموعات الاثنية و الدينية المتآلفة على امتداد تاريخ طويل تصون الاوطان و تحميها جغرافيا و اجتماعيا. كما ان الانقسام الفلسطيني الذي استمرأ اصحابه ادامته و الحفاظ على النتائج المخزية التي نجمت عن تلك الحرب الفئوية الطائفية التي ادت الى التشظي الفلسطيني الذي لا زلنا نعيشه الى الان!!! بل و تغذيته المسمومة على يد محاور عربية مرتهنة لارادة و اوامر البيت الابيض الامريكي و حلفائه الغربييين الذين لا هم لهم الا اعلاء ما يسمونه حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها و تغطية كل عدواناتها و حمايتها من فرض اية عقوبات دولية عليها.

و في ظل كل ذلك الضعف و تراجع مكانة قضيتنا على كافة الصعد المحلية و الاقليمية و الدولية, و في ظل تجارب المفاوضات العبثية مع الاحتلال على امتداد عقدين و نصف و التي لم تنتج الا مزيدا من التراجع و مزيدا من التمادي الاسرائيلي في تنفيذ مخططات اقامة دولة اسرائيل اليهودية و ما تشكله من خطورة الاعداد لطرد اهلنا من ما تبقى من الارض الفلسطينية المحتلة منذ 1948 عبر بركات " لجنة المتابعة العربية " التي تطوعت باضافة ما سمي بتبادل الاراضي على مبادرتهم الميتة اصلا و هذا طبعا ما يشجع اسرائيل على اصرارها على عدم التراجع عن مزيد من مصادرة الاراضي و بناء مزيد من الوحدات الاستيطانية و مع ذلك لم تتعظ القيادة الفلسطينية من الوقوع في اشراك المغفلين التي تنصبها لهم الادارة الامريكيةحتى اليوم. و من تجارب الوقوع بين مخالب العدوانية الاسرائيلية و استشراء الاستيطان الذي قطع اوصال الوطن المحتل و انتشار الحواجز العسكرية و هدم منازل المقدسيين و تهجيرهم من مدينتهم تحت ذرائع مختلفة. فتستمر السلطة الفلسطينية منفردة ضاربة عرض الحائط اعتراضات كل القوى الفلسطينية و مطالباتها بالغاء العلاقة مع الاحتلال و لا سيما الغاء التنسيق الامني معه في رفض عملي لصفقة القرن الترامبية بعد ان اتضح للاعمى و للبصيرانحياز الادارة الامريكية الفاضح للعدوانية الاسرائيلية. و بات امام الجميع خيار واحد و هو استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية من اخضاعها الى الحسابات الطائفية و المحسوبيات قصيرة النظر وكل ذلك على ارضية برنامج مقاوم للاحتلال و للمشاريع الامريكية و فضح سياسة التطبيع العربية مع الاحتلال الصامتة على ما يجري من انتهاكات صهيونية

و في ذكرى مجزرة تل الزعتر الخلود لشهدائنا الابرار , و التمسك بمخيماتنا, لا حبا باللجوء و انما باعتبارها حاضنة للاصرار على حق العودة الى ديارنا حسب قرارات الشرعية الدولية و الحفاظ على ان نناى بشعبنا عن التورط في صراعات لا ناقة لنا فيها و لا جمل