لو كنت تونسياً لاخترت المرزوقي بقلم:ماهر الصديق
تاريخ النشر : 2019-08-15
لو كنت تونسياً لاخترت المرزوقي بقلم:ماهر الصديق


لو كنت تونسيا لاخترت المرزوقي

الاخوة الاحباء اهل تونس الخضراء ادرى مني بمصالحهم و بما يصلح لقيادة  المرحلة في بلدهم . الاخوة هناك جربوا رؤساء و قادة من مختلف الميول و الانتماءات الحزبية و السياسية و الفكرية . و لكن من وجهة نظر المراقب  للاوضاع السياسية ونتيجة لاهتمامي في كل بقعة من الوطن العربي و لفرط محبتي لتونس و شعبها فإني ارى ان افضل من يمكن ان يقود السفينة الى بر الامان هو الدكتور منصف المرزوقي لما يتمتع به من ملاكات ذاتية و من رؤى و مواقف داخلية و خارجية تؤهله للنهوض بتونس  و تمكنه من حل المشكلات الاقتصادية المعقدة التي اوصلت شريحة واسعة من الشعب التونسي للعيش تحت خط الفقر و انتشرت بنتيجتها البطالة و الجريمة و الهجرة . و ايضا 
تراجعت كمية الحرية و عاد النظام القديم بصور ووجوه جديدة . لقد خسرت  تونس كثيرا منذ الانتخابات التي جرت عام 2014 ، حيث عاد نظام بن علي  بانتخاب الراحل السبسي تماما مثلما كان الحال في مصر عندما عاد الحكم العسكري بعد انقلاب السيسي على الرئيس المنتخب في عام 2014 ايضا .

الدكتور المرزوقي يعتبر شخصية جامعة كونه لا ينتمي لتيار فكري محدد فهو من المدرسة التي تؤمن باطلاق الحريات و احترام ارادة الشعب و بحق كل مواطن بالحياة الكريمة و بتعدد الاراء ، و يرفض كل اشكال القمع و التنكيل و الاستبداد .  و هو صاحب مواقف مشرفة في المسائل القومية و احد اكبر

المؤيدين للقضية الفلسطينية و لقضايا التحرر و الحريات في الوطن العربي بل في كل انحاء العالم . لقد علت الهتافات في قلب تونس لكيان الاحتلال الصهيوني دون موقف رسمي واحد ، و رأينا السياح الصهاينة يسرحون و يمرحون في تونس بتصريحات رسمية من حكومة السبسي . فيما رأينا في المقابل مواقف السيد المرزوقي الداعمة للمقاومة الفلسطينية  ، و التي اكدها من خلال مشاركته الشخصية في اسطول الحرية عام 2015 لكسر الحصار عن قطاع غزة و الذي تعرض بسببها للاعتقال ثم الابعاد من قبل
جنود الاحتلال . كما رأينا المواقف القومية القوية تجاه الحكومات العربية المستبده و ادانته المتواصلة لاعمال القمع التي تمارس ضد الشعوب العربية من المحيط الى الخليج . ان بلادنا العربية بامس الحاجة لقيادات وطنية مخلصة مثل المرزوقي لقيادة الامة في مرحلة انتقالية من الدكتاتورية و الحكم المطلق الى الديمقراطية و اختيار الشعب ، و هذه مرحلة لا بد منها لتهيئة المناخات الديمقراطية لاختيار حر عاقل للشخص الافضل الذي يقود الشعب و يحترم ارادته . و لن تتمتع الامة بتغيير حقيقي و بنهضة حضارية الا بوجود قادة مخلصين يضعون في مقدمة اهتماماتهم مصالح الامة فوق  كل المصالح ، يعادون كل عدو و يسالمون كل صديق . يسلمون السلطة لمن يختاره الشعب و يكونون جنودا في خدمة البلاد بغض النظر عن مسؤولياتهم .

هكذا فعل المرزوقي حينما خسر في الانتخابات ، سلم السلطة فورا و هنأ الرجل الذي اختارته الاكثرية و تعاون مع كل شخص او فئة من اجل بلده و شعبه و امته .

ماهر الصديق