أيام التشريق وسنوات التفريق بقلم : سمير محمود شلايل
تاريخ النشر : 2019-08-14
لا يسعنا في هذا المقام الا ان نقدم التهاني بقدوم يوم عيد الأضحى المبارك وهذا من المناسبات الدينية الهامة للمسلمين وموسم لقبول الطاعات ومسح دفاتر السيئات
حيث تلتصق بنا العيوب وتملأ صحفنا الذنوب ونكون أحوج ما نكون لصكوك غفران ولطهارة النفس والأبدان
مما يلزمنا لكثرة التهليل والتكبير وزيارة البيت العتيق والتقرب لله بترك المعاصي والإكثار من نوافل الأعمال حتى يتسنى لنا الوصول لمستوى من الرضا
النفسي عن قبول الأعمال وغفران الذنوب.
شرع الله لنا نحن المسلمين يوما للنحر وترك لنا ثلاثة ايام باقية للتقرب بالهدي والأضاحي وتعتبر ايام التشريق فرصة لمن فاته ذلك الأجر العظيم من التقرب لله عبر نحر الأضاحي ولتكبروا الله على ما رزقكم من بهيمة الأنعام.
فهل يجوز لنا ان نترك سنوات التفريق تمر على اجسادنا وتمتص من دمائنا وتسرق شبابنا وايامنا وسنوات عمرنا دون ان يجد النقيضين فرصة للانقضاض على هذا الكسر وجبره . حتى وان استخدمت مسامير البلاتين او اسلاك الشازور المستخدمة في البناء ليس لجبر الكسر فحسب بل كي يظهر للعامة من الدول بأننا حاولنا صناعة الجبيرة في موسكو والقاهرة ومكة والدوحة وانقرة والرياض وغيرها الكثير من محاولات رأب الصدع فلا تزال الفرصة قائمة وما زالت عظامنا قادرة على جبر الكسر قبل ان تفنى وتدفن في التراب ولا يبقى سوى ذكرى في احدى صفحات كتب التاريخ في مناهج الصفوف المدرسية الوسطى.
ان التعويل على وجود اطراف كثيرة مؤثرة على القرار الوطني ستجعل لنا حجة قوية لتبرير دماء النحر في شوارع المخيم ونحن نبتسم بانتظار ثلاث ارباع كيلو لحمة بالكاد قد تصل لمعدة خاوية من البروتينات مع مرور سنوات التفريق ستجد ماكينة الكراهية بالآخر قد تعمل بطاقة انتاجية اكبر وكل من النقيضين سوف ينتظر العيد وايام التشريق .
كفانا الله ببهيمة الانعام ورزق ابنائنا لحوم طرية وباعد بيننا وبين اللحوم المسمومة والدماء الرخيصة.
فدماء ابنائنا ليست قربانا لأحد وليست سلعة في سوق النخاسة .
هل فهمتم والا اعيد كتابة المقال بلغة أخرى ؟