أمطار!! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2019-08-14
أمطار!! - ميسون كحيل


أمطار!!

في العادة تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتضخيم القوة العسكرية للبلاد التي تقرر إخضاعها للسيطرة الأمريكية، أو استهدافها عسكرياً وتدمير بنيتها التحتية، وأخذها إلى مرحلة الهلاك لسنوات طوال لا يمكن فيها أن تعود كما كانت، ويُحدد لها مسارات وسياسات جديدة تصب في خانة المصلحة العليا للإمبريالية والصهيونية. وتنتهج دولة الاحتلال نفس الأسلوب في عملية تضخيم القوة العسكرية للبلاد المجاورة، وغيرها من جهة وللفصائل الفلسطينية واللبنانية، وغيرهم من القوى لذات الأهداف. 

في الوضع الفلسطيني تستمر إسرائيل في إظهار نفسها دولة مسكينة ومظلومة ومُهددة، وتعمل على تضخيم القوة العسكرية للفصائل، ومدى الخطر المحدق بشعبها الإسرائيلي بسبب الترسانة العسكرية للفصائل من دبابات وطائرات وحاملات الجنود وسلاح الكاتيوشا وقواعد الصواريخ!!!؟ وهذه السياسة رغم الغباوة الدولية المقصودة، والتجاهل الأممي المدروس تحقق كثير من الأهداف الإسرائيلية وتمنح دولة الاحتلال المبررات الكافية لتمرير خطواتها وإجراءاتها! 

المستفز هنا أن يأتي ذلك التضخيم العسكري والقدرة الصاروخية الهائلة منا وفينا دون أدنى اعتبارات للظروف الدولية الحالية، والأسرلة العربية الممتدة، والسياسة الأمريكية المتصهينة لما قد يؤدي إلى منح دولة الاحتلال من استغلال تصريحات واستعراضات قياداتنا الجديدة لفعل وعمل ما تريده دون رادع، فلكل فعل حدود مهما كانت ردة الفعل، والمرفوض هنا تقديم المبررات على طبق من فضة لإسرائيل لكي تقوم بما تريد دون حدود؛ إذ أن العمل الصهيوني رغم الممارسات المستمرة في استهداف ما يمكن لم يصل إلى الحد العسكري الذي تمتلكه. فماذا لو بدأت الطائرات الحربية العسكرية بقصف مواقع خاصة و عامة في القطاع ولمدة أسبوع؟ ماذا لو بدأت عشرات الدبابات وعشرات حاملات الجنود تدخل القطاع من كل جوانبه؟ ماذا لو بدأت قوات الاحتلال عمليات إنزال خلف الخطوط؟ ماذا لو تم إعطاء الإشارة للطابور الخامس؟ ماذا لو بدأت القوات البحرية الإسرائيلية من احتلال الشواطئ والانتشار على طول الحدود المائية؟ فهل سنستطيع إمطار إسرائيل بالصواريخ؟ سيعبر صاروخ إثنان...ثلاثة! ما هي النتيجة؟ كلنا نعلم النتيجة. 

ورغم المعرفة والإدراك بأن حتى التصريحات من ضمن التفاهمات، وأن التنسيق الأمني والعسكري والسياسي بلغ حداً قد يخجل أحداً أن ينتقد ما تقوم به السلطة من تنسيق لا يمثل واحد في المئة مما يحدث في القطاع! ونحن لسنا أغبياء؛ فتأمين الحدود من التفاهمات، وانتشار بعض القوات من التنسيقات، واستغلال الناس بالوطنية الكذابة تخطيط خاص من ضمن التصريحات، ففي الصيف وإن وجدت الأمطار  فلن نجدها عندنا إلا مجرد تسويق سياسي لمساعدة الطرف الآخر في تمرير تفاهمات، فغزة لا تملك أمطار.

كاتم الصوت: التنسيق بين غزة! وإسرائيل حقيقة! والناكر مثله مثل نتنياهو.

كلام في سرك: رغم البعبعة لا مصالحة! وإسرائيل لا تريد أيضاً!

ملاحظة: الاستخفاف بتضحيات شعبنا واستفزاز أهالي الشهداء يكمنان في الأمطار المصطنعة وليس في لقاءات الرئيس.