فلسطين ولاية إسلامية بقلم:أشرف صالح
تاريخ النشر : 2019-08-14
فلسطين ولاية إسلامية بقلم:أشرف صالح


فلسطين ولاية إسلامية

لا زالو المقدسيون يدافعون عن المسجد الأقصى المبارك بصدورهم العارية ضد إقتحامات المستوطنين , ولا زالت التصريحات والإستنكارات تقتحم وسائل الإعلام , من أناس لا يطلقون الصواريخ إلا من أجل غزة , وآخرون لا يملكون إلا الطرق الدبلوماسية , ومن أسوأ الأمور أن معركة القدس تدار من طرفنا سياسياً , ضد اليهود اللذين يديرون المعركة دينياً , وهنا تكمن المشكلة في تقديم الحجة والدليل والبرهان في ملكيتنا لفلسطين والقدس .

نحن نقول في كل المحافل الدولية ووسائل الإعلام , أن فلسطين للكنعانيين , وذلك إستناداً على أقدمية وجودنا على الأرض ككنعانيين قبل 5000 سنة تقريباً , وهم يقولون أن فلسطين هي أرض الميعاد كما هو مكتوب في التوراة والقرآن , وذك إستناداُ على دخول بني إسرائيل لفلسطين قبل 3000 سنة تقريباً , وذلك على يد يوشع بن نون عليه السلام , بعد سنوات التيه أمره الله أن يدخل فلسطين ويقاتل الوثنيين "الكنعانيين" ,  وعند هذه التواريخ يدخل الصراع في دائرة مغلقة , فنحن نحاجج اليهود بمبدأ الأقدمية على الأرض , وهم يحاججوننا بمبدأ الأحقية بالدين "وعد الله" , ومن وجهة نظري إذا ما توقف الموضوع على هاتين الحجتين , ستكون حجة اليهود هي الأقوى , بدليل أن بعض الدول العربية وبعض الكتاب العرب , وخاصة الخليجيين أصبحو يؤمنون بحجة اليهود الدينية على ملكية فلسطين , فيجب أن تتغير حجتنا من تاريخية الى دينية كما يفعلون اليهود في حجتهم .

علينا كفلسطينيين أن نقول للعالم أن فلسطين ولاية إسلامية منذ زمن خليفة المسلمين وأمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" , فعندما قام عمر بن الخطاب بفتح فلسطين وتحديداً القدس قبل 1400 سنة , وإستلم مفاتيح المسجد الأقصى من قساوسة وبطارقة وأساقفة الروم المسيحيين ,  أصبحت فلسطين ولاية إسلامية تتبع سياسياً ودينياً للخلافة الإسلامية , وحتى عندما إغتصبت بريطانيا فلسطين إغتصبتها من الخلافة العثمانية الإسلامية , ومن ثم سلمت بريطانيا فلسطين لليهود بناء على مصالح سياسية , وليس على إعتقادات دينية , فبريطانيا تعلم جيدأ أن فلسطين أرض إسلامية منذ العهدة العمرية , ولكن هنا إفتعلتا بريطانيا وفرنسا لعبة خطيرة   , عندما قسمتا الخلافة الإسلامية الى دول وقوميات , لتصبح فلسطين دولة قومية لليهود في التقسيمة الجديدة , وعندما نقول دولة فلسطين يقولون لنا أنه لا يوجد شيئ إسمه دولة فلسطين على الخارطة الجديدة , ولا على الخارطة القديمة "الخلافة العثمانية" , وهكذا تضيع قضيتنا إستناداً على عدم وجود مسمى إسمه دولة فلسطين .

علينا أن ندرك جيداً هذا المخطط , والى جانب تسخيرنا لكل طاقاتنا السياسية والعسكرية والشعبية والدينية , للدفاع عن القدس والأقصى , علينا أيضاً أن نرتكز في دفاعنا على حقائق دينية وتاريخية أكثر قدرة على إقناع العالم بعدالة قضيتنا , وبالإضافة الى حجتنا ككنعانين في وجودنا على هذه الأرض , فيجب أن تكون أيضاً حجتنا كمسمين منذ زمن عمر بن الخطاب , في حقنا كجزء من الدولة الإسلامية , وراية الخلافة دينياً وتاريخياً وسياسياً .

كاتب صحفي