كشمير جنة الدنيا الملعونة!بقلم:محفوظ الرحمن
تاريخ النشر : 2019-08-13
كشمير جنة الدنيا الملعونة!
محفوظ الرحمن

 ساد القلق ،والاضطراب في شعب كشمير المحتلة وعاشوا في جو من الظلام  الغاشم ، و اليأس القاتل حينما رشح نورندو مودي رئيس الوزرآء للأعوام الماضية ومرشح جناتا بارتي (حزب الشعب) الحزب الهندوسي المتشدد و المتطرف لانتخاب رئاسة البلد ؛ بعد أن وعد وعدا انتخابيا بإلغاء البند الخاص370 لكشمير في الدستور الهندي بضم إقليم كشمير ، المحتل إلي الهند كولاية من ولايات الهند ، وبقطع الولاية الخاصة للإقليم بالقرار بسن القوانين التشريعية من غير الحكومة المركزية حتي أصبح ما يري حقا، و الظن صوابا بعد أن أعلن نورندوي ذلك الهندوسي المتطرف عن إلغاء القانون الخاص من الدستور الهندي بشان كشمير المحتلة ذات الأغلبية المسلمة وأوفي ماوعد فما أخلف ، وصدق ، فما كذب . ولم يكتف علي ذلك فحسب بل أرسل مئات من الآلاف من القوات الأمنية الهندية المسلحة ، و المدبجة بالآلات الحديثة ، و الأسلحة المدمرة إخمادا لنار الفتنة حسب زعمه و اطفاء لشعلة الاحتجاجات ، والنعرات النارية و إلجاما علي أفواه الشعب المناضلين  و أجري’’إجراء ت أمنية ‘‘حكومة  ذلك الهندوسي القومي بحظر التجوال وقطع شبكات الهاتف المحمول ، و الإنترنت ، و التواصل الإجتماعي ؛ فأصبح حفرة من نار جهنم بعد أن خلقه ربه قطعة من فردوس الدنيا المعمورة و أمسي واديا من أودئة نارالجحيم المضطرمة بعد أن كانت جنة الدنيا المغتبطة !

و علما أن إقليم كشمير من المتنازع عليها بين الدول الثلاثة الهند ، وباكستان ، والصين منذ عقود نظرا إلي خصب أراضيه ، وعذوبة مائه وكثرة حاصلاته وقربا إلي حدود الدول الثلاثة المذكورة أعلاه وبالإضافة إلي ذلك يجذب أنظار السياحين من أنحاء العالم إلي حديقته الخضرآء ، وحقوله المترامية الأطراف ، و إلي البحار ، و الأنهار الجارية هناك و الشلالات و السهول والجبال الشامخة ، التي كادت أن تمس السماء  فكل من هذه الدول تدعي أحقيتها كاملة لضم كشمير برمته إلي سيادته نظرا إلي حقائقها التاريخية و الجغرافية و الديموغرافية .

حدودها الجغرافية : فكشمير تقع في غرب شبه القارة الهندية بين آسيا الوسطي ، و جنوب آسيا وهي تعرف تاريخيا بالمنطقة السهلة بين جبال هماليا من الجهة الغربية ، وبين جبال بئر بنغال .  و تشير كلمة كشمير حسب جغرافيتها إلي المناطق المحتلة التابعة للهند ، وباكستان ، و الصين التي تتألف من جامو، ولاداخ ، ووادي كشمير ، وبالتيستان و جيلجيت ، و أكساي تشين وما إلي ذلك من المناطق التي احتلها كل من الدول الثلاثة بالرغم أن كلها جزء ، لا يتجزي من إقليم كشمير .

مسير كشمير التاريخية : وبداية عهد كشمير بالإسلام تعود إلي القرن الأول الهجري بقيادة محمد بن القاسم الثقفي الذي قد استولي علي السند سنة 90 من الهجرية و ووصل كشمير ممتدا سيطرته عليه ثم تم فتح الهند بالكلية  في عهد السلطان محمود الغزنوي المتوفي سنة 422 الهجرية فقد ذكر ابن الأثير في’’الكامل في التاريخ ‘‘ أنه وصل كشمير غازيا سنة 407 هـ فلما بلغها أسلم علي يديه كثير من أهله و أيضا قد ضمها الأمبراطور المغول جلال الدين أكبر إلي سلطته ، و إلي سلطة المغول الإسلامية عام 1578 هـ   وفي الفترة التاريخية أصبح مير شاه أول حاكم مسلم لكشمير بادئا بحكمه هذا ما عرف لاحقا بسلاطين كشمير أو فترة حكم سواتي . و قد حكم المسلمون الإقليم خلال خمسة عقود اللاحقة من نسل ميرشاه و من بعده حكمت إمبراطورية دواني الأفغانية من 1751 إلي 18209 م مسيطرتا علي الوادي . وفي نفس سنة 1820م قام سيخ بالإستيلاء علي كشمير بقيادة رنجت سيخ قبل أن يهزمهم البريطانيون عام    1846قبل أن يشتري من الإنجليز أرضه لمدة تستغرق 100 عام تحت بنود المعاهدة فأصبح جولاب سيخ حاكم جومو كشمير و امتدت حكومته وحكومة ورثته إلي عام 1947 م فمنذ تلك السنة أصبحت كشمير محل نزاع بين الهند ، وباكستان ، و الصين.

الحروب التي اندلعت حول كشمير:مازال كشمير منذ ذلك الحين إلي الآن محل الصراعات ، و النزاعات ، و الإشتباكات ، و محل القتل ، و الإعتقالات ، و الجور ، و العنف من الحكومة  الهندية الغامشة القومية بشان الشعب الكشميري ، و جماهيرها.  ففينة بعد الأخري نشبت الحروب ، و الإشتباكات العنيفة حول الإقليم بين قوات باكستان و الهند  وكان لدي كشمير الحرية في اختيار الانضمام إلي كل من باكستان والهند بموجب خطة التقسيم المنصوص عليها في قانون الإستقلال الهندي فاختار حاكمها وقتئذ هاري سينغ الانضمام الي الهند رغم كراهية الأغلبية الساحقة من السكان المسلمين ، و استنكارهم إياها فاستغاثوا الي القوات الباكستانية فشنت الحروب بين البلدين النوويتين القويتين باكستان والهند عام 1947 م و استمرت تلك الحرب مدي عامين وذلك بعد شهرين فقط من استقلالهما عن الاحتلال البريطاني ثم بدأت حرب أخري قصيرة مريرة حول قضية كشمير بين البلدين باكستان و الهند في أغسطس / آب  عام 1965 م ...  

ا لشعب الكشميري يريدون الاستقلال و الحرية الكاملة : و الحقيقة الناصعة التي لايمكن لأحد أن يستنكرها هي أن معظم  سكان الإقليم بما فيهم نسبة المسلمين  60% بالمئة و نسبة الهندوس 6% بالمئة و البوذية واحد بالمئة  يكرهون العيش تحت الإدارة الهندية بل يفضلون الإستقلال ، والحرية ، أو الانضمام الي باكستان كشقيقته آزاد كشمير( كشمير الحرة) وقد بدأت حالة العنف و الاشتباكات جرآء هذا الدعوي الحقة و جهود الشعب لها الجبارة بالظهور منذ عام 1989م  بيد أنها تجددت حينما استشهد زعيم الحرية و الاستقلال برهان واني الذي يتراوح عمره بين 21- و22 عاما وقد استشهد نحو ثلاثين شخصا ، قد شيعوا جنازته في سريناغر أعقاب اشتباكات بينهم وبين قوات الهند الظالمة . وفي عام 2018 قتل و اشتشهد أكثر من 500 شخص من المدنيين وكان ذلك أعلي عدد من الضحايا خلال عقد من الزمن   هل هناك بريق أمن للسلام في كشمير المحتلة : والسوال الذي يختلج في صدورنا هو أن السلام ، والأمن بشان الشعب الكشميري هل يمكن تحقيقه علي الصعيد الأرضي أم هو شبه المستحيل ؟ فيقول المحللون السياسيون المنصفون أن القرار الأخير من نوريندو مودي رئيس الوزرآء للهند حاليا و من حكومته لمن معوقات الأمن والسلام الذي يري أن يتحقق في زمن من ا لأزمان و هو مسمار قوي علي جثة السلام للشعب الكشميري.  فما يزيد هذا القرار الأخير بشان كشمير الا توترا ، و اضطرابا ، و قد يسمح هذا القرار الظالم لحكومة مودي أن تقوم بالإبادة الجماعية بحجة التمرد و التطرف في حق الشعب الكشميري المظلوم ، كما هو شان اسرائيل مع الشعب الفلسطيني وأن تبدل التركيبة السكنية بتوطين الهندوس في أرض كشمير الطيبة ، خضرآء أرضها جذابة و خلابة جبالها وسهولها . بالرغم عن ذلك كله لقد بدأت محادثة سلام بين البلدين و تفاوضتا حول كشمير عام 2003 م فوافقت علي وقف اطلاق النار و الهدنة بعد الصراع منذ سنوات طويلة و لكن باءت المحادثة بالفشل حينما قرر الهند بشان شعب كشمير تلك القرارت الجائرة ، المنتهكة لحقوق الإنسان و أقرت القيام باجراء ات متشددة ضد شعب كشمير المتظاهرين ، و المستنكرين للقرارات الهندية . أوضاع كشمير الراهنة :وأوضاع كشميرالراهنة ، وظروفها السياسية مما تندي لها الجبين ، وتبكي لها العيون لأن المتظاهرين مازالوا قاموا بالنعرات علي الطرق ، والشوارع بما فيهم الشباب ، والشيوخ ، والرجال ، والنساء ، والأطفال خرقا لحظر التجوال من قوات الأمن الهندية ؛ فتتابعت الاشتباكات الدموية بين قوات الأمن المسلحين وبين الشعب الأبريآء مسفرا لعديد من الجرجي ، والشهدآء جرآء هذه الصراعات الدموية . وبالإضافة إلي ذلك تقوم القوات باعتقالات عدد غير محصورين من المواطنين بلا مبرر ومما يزيد الأمر سوء  أن الشعب الكشميري يعانون اليوم بفقرمدقع ، وبمجاعة شديدة لاتطاق بسبب الإضراب الهندي فهذا والله ضغث علي إبالة!      

فقضية كشمير ، كقضية فلسطين أصبحت معقدة لايمكن حلها إلا بالحرية الكاملة للشعب الكشميري . و قد قررت الأمم المتحدة عام 1949 م إجراء استفتاء حر لتقرير مصير كشمير ، ولكنه لم يحدث بعد فازداد الأمر سوء. و إن مما يثير العجب والدهشة هناك أن شعب سودان الجنوبي حينما اقترحوا الحرية ، و الاستقلال لم تبطأ الأمم المتحدة أن تقر بدعواهم فسرعان ما استجابوا لإقتراحهم الاستقلال و أصبحوا بفضل ذلك شعب دولة وليدة تتمتع بالحرية الكاملة  ولكن للأسف ! يعكس الأمر حينما ينطق الشعب الكشميري بالحرية و الاستقلال من احتلال الهند الجائر ...