صديقي بقلم:لينا هشام موسى
تاريخ النشر : 2019-08-13
يجبُ أن تعلم يا صديقي أنّه لا يمكنكَ أن تكون للأبد في حياة شخص ما ، يجبُ أن يستقرّ داخلكَ هذا الإيمان أنّك عابر وهُم عابرون وأنّنا لسنا في حياة بعضنا البعض إلا كومَة ذكريات ، ذكريَات تتلاَشى يوما عن يَوم .

لا يُمكنكَ أن تلتَصق بذاكَرة إنسان دُون أن تؤثر في وجودك عوامل التعرية والزمن ، عندما تبتعدُ يملأ مكانك شخصُُ أخَر ، ذكرى مُلتهبة جديدَة مُنعشة ، عندما تقتَرب تدّب الحياة في ذكرياتكَ الخاصّة التّي اقتربت من نِهايتها ، يبقَى جُزء صغير جدََّا مُتشبثا بالوجود مُتحدّيََا الموت ، تتحوّل من شخص كان كل العالم إلى شخص آخر مجهول ، غَريب ، ترتفعُ سحابَة دُخان وغُبار كثيف عندَما تُحاول عبثا أن تعود إلى رُتبتكَ التّي قد فقدتها... أنتَ الآن لستَ إلا فاعلا في جملَة " هل تتذّكر عندما كُنّا .. " ، لست إلا ّ ماضيا مُتجاوزا ، ماضيا جميلا قد احتَرق ببطئ .

 ذكرياتكَ وصُورك وكلماتكَ ، كلّ شيء يخصّكَ قد فقَد رونقه كما تفقدُ الأضواء رونقهَا أمامَ الشمُوع ، شُعاع نحيل يختَرق الظلام ويَقضي عليهِ بسهولة ، يدان مُلتحمتان ببعضهما تركلانِ كلّ ماضيكَ ، كلّ مُخططّاتك ، تنصرفُ بصمت ، يداك متعرّقتان ، قلبكَ يدقّ كقلب مريضِِ في غيبوبَة ، عيناكَ تختلطُ فيهما جميعُ الألوان ، أنتَ الآن بعدَ أن كنت كُلّ شيء أصبحتَ لا شيء.. ومن المُحتمل  أن تنسى أنت أيضََا كلّ شيء وتدفعُ شخصا كان يُريدُ الأبد معكَ خارج حياتكَ دون رحمة. 

فنحن في النهاية ، لسنَا في حياة بعضنا البعض سوى كومة ذكريات .