الحفاظ على الأخوة واجب وطني بقلم: سامر عيسى
تاريخ النشر : 2019-08-13
الحفاظ على الأخوة واجب وطني بقلم: سامر عيسى


الحفاظ على الأخوة واجب وطني 

لا يمكن استيعاب حالة التراجع الكبيرة التي يعيشها مجتمعنا الفلسطيني للأسف، والتي لا يمكن تبريرها، نظراً للحاجة الماسة للتكاتف والوحدة في كافة مسارات الحياة، ليست فقط السياسية إنما الاجتماعية والثقافية والشبابية و .. الخ.

وما يمر به المشهد الفلسطيني من حالة انقسام، جعل الأبواب مفتوحة أمام كل الجهات المشبوهة، الى العمل سراً وعلانية على تدمير ما تبقى من مشروع وطني فلسطيني، وتهويد ذلك التراث والتاريخ الفلسطيني العريق الذي صمد على مدار عشرات السنين في وجه كل المحاولات التاريخية لتصفيته واختزال القضية في الجانب الاقتصادي وجعل كل مواطن يفكر في العمل على جلب رزق عياله فقط.

ومجتمعياً، لا يتوجب على شريحة كبيرة من أبناء شعبنا الانجرار وراء حملات مسمومة لا تخدم الإ الاحتلال وأعوانه من خلال ضرب العلاقات التاريخية مع الامتداد العربي، وفتح المجال أمام الطابور الخامس ليخلق حالة عداوة واشتباك يومي بين شريحة كبيرة من أبناء شعبنا مع نظرائهم في عدد من الدول العربية الشقيقة، من خلال فتح مواضيع سطحية تقليدية بأساليب مرفوضة أخلاقياً ووطنياً ولا يستفيد منها الإ الاحتلال.

ولا بد أن استعرض مثال بسيط يتمثل في تلك الهجمة الشرسة التي بدأها للأسف بعض المغنيين، وبعض الشباب، بالهجوم على الشعب والقيادة السعودية، بحجج التطبيع وغيرها، متناسين المواقف التاريخية الراسخة والثابتة للمملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس وصولاً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي بُنيت جميعا على التزام كامل بإقامة الدولة الفلسطينية وفقا للمبادرة العربية، وعدم الاعتراف بإسرائيل الا بعد قيام تلك الدولة المستقلة بكامل حقوقها وفقا لقرارات الشرعية الدولية.

أما أن يتم الإساءة الى المملكة العربية السعودية، ولشعبها الطيب الأصيل بهذه الطريقة، فإن ذلك سيكون مردوده سلبي بلا شك على قضيتنا وعلى شعبنا الذي يعيش منه عشرات الآلآف في المملكة وينعمون بامتيازات وبفرص عمل بشكل غير مسبوق منذ اندلاع انتفاضة 2000 وحتى يومنا الحالي.

وختاماً ... يعيش السعوديون في مرحلة حساسة جعلتهم في حاجة ماسة للوقوف خلف قيادتهم في مواجهة كافة المؤامرات التي تستهدف الأمتين العربية والإسلامية، وتسعى الى ضرب المملكة في خطوة تهدف الى جر الربيع العربي الى كافة الدول العربية، لذا لا بد أن نقف وقفة جادة من أجل الحفاظ على حالة الأخوة والمحبة الراسخة بين أبناء شعبنا واشقائهم في المملكة.

    بقلم: سامر عيسى 

مهندس فلسطيني مقيم في السعودية