اغتيال قلب غائب في حزب العقول التي لم تغضب بعد!بقلم:ياسين الرزوق زيوس
تاريخ النشر : 2019-08-13
اغتيال قلب غائب في حزب العقول التي لم تغضب بعد!بقلم:ياسين الرزوق زيوس


دخلتُ من بابي حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ اليساريّ و اليمينيّ فوجدتُ في سوريا و العراق يميناً من الصدمات القاتلة التي لا تنعش بقدر ما تقود القلب إلى التوقُّف المزمن طويل أ ياسين الرزوق1الأمد في غيبوبةٍ من الأزمان المتلونة التي لا تبقي و لا تذر و يساراً من التقاطعات الهشة لأفكارٍ لم تكوِّن وجودها و لم تجد وجدان المؤمنين بها و لم أستطع الخروج بعد لأنَّ التاريخ سلبني أن أحقق حلم المحامي "سمير أحمد رؤوف" في رواية "الاغتيال و الغضب" ل "موفق خضر" سمير الذي تاه في حلمه الثوريّ نفسه فأيقظ البرجوازية التي بحث عنها في صراعاته الثورية و لا ندري أكان يبحث عن اغتيالها أم عن اغتيال نفسه و أصدقائه بها؟!

ليتني سمعتُ نصيحة "عبد الرحمن منصور" في الثبات الثوريّ لا لأفتح جبهة إسقاط الحكومات بل لأعلِّم الحكومات أن تسقط نفسها في وحل الضمير و من يقدر على مغالبة وحل الضمير حينما يتحوَّلُ إلى خنزيرٍ بريٍّ على هيئة مسؤولين و مواطنين من دون عقول فقط لأنَّ عقولهم المغيبة لصالح المشاريع العالمية المشبوهة حوَّلت الضمير إلى دوائر الكسب المشروع و لم تعد ترى في كلِّ هزائمها الواضحة بدءاً من نكسة حزيران و ليس انتهاء بصفقة القرن كسباً غير مشروع و ليت دوائر الصفقات بكلِّ استثمارت بيع الأوطان تعلَّمت من "بدرية" كيف تؤوي ثائراً بالفقر من أجل أن يقاوم الفقر في وجه كلِّ هذه الصفقات الحمراء التي لن تدرك لا أسوداً و لا أبيضاً في غرف العقول الرمادية التي لا لون لها إلا لون التبعية القطيعية التي تسقط أعظم الأحلام الثورية بين براثن المشاريع الخبيثة دون أن يرف لها جفن أو يهتز بين جوانحها ضمير وطني أو حتى بريّ!

ذات نكسة تخلَّى سمير عن سلّم الميراث البرجوازي الذي تشكلت درجاته بعلاقة حبّ مع "هناء" و خيِّل إليه أنَّ رجلاً يريد توريثه أكثر من نكسة حزيران فلم يصحُ من نكسة نفسه و وجدانه إلا بعد مرارة فقدانه حينما مارس مبارزته مع المعلوم المجهول و صار قاتلاً من الطراز الإجراميّ و لعله أول ما أجرم إنما أجرم بحقِّ نفسه حين عاش التردد و لم يستفق من فقدان ميراثه البرجوازي إلا بعد أن تلطخت يداه بدماء الحقيقة الثورية و الخيال الأكثر ثورية!

هل يتلاشى حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ الذي يعتبر في طليعة الأحزاب العربية خاصة في سورية بعد اجتثاثه في أماكن كثيرة و اصطدامه بجدران من البرجوازية الإسمنتية التي تصل إلى عقول قيادات لا تحصى داخله أم أنَّ أمينه العام الرفيق الدكتور بشار حافظ الأسد سينقذ ما تبقى من مشاريع تجديده و النهضة به و إعادة إنعاشه دون أن نمرَّ جميعنا على مقاصل السلالم البرجوازية أو الثورية؟!