الموت في الشتات بقلم: نوفل الشريف
تاريخ النشر : 2019-08-13
الموت في الشتات بقلم: نوفل الشريف


الموت في الشتات
أكتب هذا المقال بمناسبة مرور أربعين يوم على وفاة والدتي تغمدها الله بواسع رحمته
والموت نتيجة حتمية للجميع في العدالة الإلهية التي لا إجتهاد فيها.
وانتقال الإنسان من ظلم من فوق الأرض الى عدالة السماء وهو تحت الأرض في مقارنة تجسّد ظُلم البشر بكافة أشكاله.
والانتقال الى خصوصية الشتات الفلسطيني عن باقي من شُرّدوا من أوطانهم يخبرنا التاريخ إن هذه البقعة من العالم كانت وعلى مدى قرون طويلة ساحة معركة بين الحق والباطل للحروب الصليبية الخمسة والتي استمرت على مدى مئتان عام الحظ الأوفر فيها. فكانت أرض رباط كما اخبرنا الرسول صل الله عليه وسلم.
بعد مرور أكثر من سبعون عام على نكبتها أنتقل إلى الرفيق الأعلى أغلب الأحياء ممن عاصروا النكبة والمشتتين في بقاع الأرض تولى مهمة دفنهم أبناء شاركوهم الأمل بالعودة حتى الرمق الأخير .
السؤال الذي كان يساورهم وينشدونه في أغلب مجالسهم
هل العودة أقرب أم الموت في الشتات أقرب.
جيل لا علاقة له باوسلو ولا خط الهدنه ولا إتفاقيات الوضع النهائي
جيل لم يبيع أرضه ولم يتنازل عن كرامته ولم يمتهن التسول والسرقة والعمالة.
بل شمر عن ذراعيه وحمل الثقل ونقش في الحجر وحرث الارض وصل الليل بالنهار فكان عرق جبينهم الطاهر مصدر الإلهام للأبناء و الأحفاد للعيش بكرامة .والإيمان بوجود رب العالمين أعدل العادلين اذا لم تنصفهم الأرض سوف يقتص لهم رب كل شيء من كل ظالم ومعتدي وخائن وعميل.
السؤال الذي لن يغيب عن ذاكرتي وجهته لي والدتي التي عاشت ثلاثه وتسعون عام رحمها الله
وجهته لي قبل وفاتها بعشرين يوم هو
يا من درا هل سوف نعود إلى بلادنا؟
فكان الأمل بالعودة حتى الرمق الأخير ثقة بالحق ونكران للباطل ودروس بعدم اليأس والتمسك بالأمل ورفض للواقع الذي ينتقل من مستسلم إلى عميل إلى جبان.
وأخيرا نسأل الله عز وجل أن تكتب سنين شتاتهم باشهُرها واسابيعها وأيامها جهاد ورباط في سبيل الله.
إلى جنات الخلد باذن الله يا أمي وكل من مات في الشتات.