2.5 مليون! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2019-08-13
2.5 مليون!  - ميسون كحيل


2.5 مليون! 

أعلنت السعودية أن عدد الحجاج لهذا العام بلغ  2.5  مليون، وللعلم في عام  2018  بلغ المليونان، وعام 2017 أكثر بقليل! والمؤكد أن الحجاج ليسوا أنفسهم في هذه الأعوام المتقاربة. وفي اللحظة التي كان فيها الحجاج يطوفون الكعبة الشريفة كان المستوطنون الإسرائيليون يقتحمون باحة المسجد الأقصى، وفي نوع من التوافق! أما كيف يكون توافق؟ لأن اقتحام الأقصى من المستوطنين عبارة عن رسالة موجهة إلى المسلمين لكم دينكم ولنا ديننا، ولكم الكعبة ولنا الهيكل! وكما الكعبة رمز عاصمة الدولة الإسلامية فإن الهيكل هو رمز الدولة اليهودية! هذه هي الرسالة عدى على أن القدس عاصمة دولة إسرائيل.

25 أو 250 مستوطن يقتحمون باحة الأقصى في مقابل 2.5 مليون هو عدد الحجاج! ولا نسمع ولا نرى غضباً ولا دفاعاً عن تاريخ أو دين؛ وكأن الحق مع المستوطنين ومن وراءهم  مع خروج كاتب من جنسية عربية ومسلم يصف الفلسطينيين بصفات هي فيه، ومادحاً جيش الدفاع الإسرائيلي! فقوله أن الفلسطينيين وبال على من يستضيفهم مقدماً أمثلة عن أيلول الأسود في الأردن، والحرب الأهلية في لبنان، وغزو العراق لدولة الكويت متناسياً عن سبق إصرار وترصد الأسباب والدواعي والظروف التي ساهمت في كل ما ذكر من مواقف عربية؛ وأقف عند كلمة عربية تجنباً لصدور بيان آخر من الرئاسة الفلسطينية! فحرب أيلول الأسود وتحفظنا على أسبابها كان لبعض الدول العربية موقف واضح في تضليل الفلسطينيين وتشجيعهم على تخريب العلاقة الفلسطينية الأردنية، كما أن الحرب الأهلية في لبنان لم يكن الفلسطينيون طرفاً فيها لولا دعم أحزاب الكتائب والأحرار من أجل استهداف الفلسطينيين والاعتداء عليهم، وقد ظهرت دول عربية على حقيقتها من الموقف العام للحرب الأهلية وهدفها الرئيسي في إخراج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان! أما دور الفلسطينيون في غزو العراق للكويت وإتهام الكاتب المغمور للفلسطينيين بأنهم تحولوا إلى جنود لصدام حسين فهو كاذب، وإن اختلفت المواقف السياسية بين القيادة الفلسطينية والقيادة الكويتية في عدم استيعاب فكرة التدخل الدولي وتشويه الموقف الفلسطيني بيد بعض الأشقاء العرب! 

لقد تعود الفلسطينيون على موقف الآخرين ورغباتهم في إقحام الفلسطينيين في خلافاتهم والصراع فيما بينهم على جذب الموقف الفلسطيني لصف كل منهم وحاول الفلسطينيون ما استطاعوا للنأي بالنفس عن هذه الخلافات و البقاء في المنطقة المحايدة ورغم ذلك لم يسلموا! وكان من الأولى للكاتب العربي الذي تطاول على الفلسطينيين ونعتهم بصفات ليست بهم ولا منهم لو أنه وجد طريقاً آخر لإيقاف 25 مستوطن اقتحموا باحة الأقصى مع الحجاج الذين بلغ عددهم 2.5 مليون!

كاتم الصوت: لقاء عقد في عاصمة عربية بإشراف أمريكي ضم اللقاء شخصيات سياسية عربية وفلسطينية معارضة لبحث سبل التعامل مع صفقة القرن بالإيجاب! استثنى اللقاء شخصيات فلسطينية رسمية!

كلام في سرك: نصائح تقدم للأمريكان والإسرائيليين للتعامل مع غزة نقطة انطلاق للتغيير المراد.