قوة الصمت بقلم: شدري معمر علي
تاريخ النشر : 2019-08-12
قوة الصمت  بقلم: شدري معمر علي


*قوة الصمت *

حب الكلام فطرة في الإنسان لهذا تجد منتدياتنا ولقاءاتنا وتجمعاتنا يغلب عليها الكلام و أي كلام ؟ كثير منه لغو وافتراء وغيبة ونميمة بعيدا عن كل ضوابط ،وعندما تسمع مثقفا كبيرا لمعه الإعلام يتكلم بكلام العامة ويحلل بعقلية من لا خبرة ولا حنكة له تعرف خطورة القضية وخاصة الكلام والحديث في شؤون الوطن وقضاياه السياسية التي تحير العقول .                وقد صدق أبراهام لينكولن حينما قال :" خير لك أن تظل صامتا ويظن الآخرون أنك أبله من أن تتكلم فتؤكد تلك الظنون ".                                                                        وقبل ما يقرب من ألف وخمسمائة عام قال العظيم عمر بن الخطاب رضي الله عنه :           " إن الرجل يظل كبيرا في عيني حتى إذا تكلم ظهرت حقيقته ".                                ويحكى أن لويس الرابع عشر حينما كان شابا يافعا كان يتباهى بقدرته على الحديث والكلام والجدال لكنه حينما تولى مقاليد الحكم صار أقل كلاما بل كان صمته أحد أهم أسلحته ومنبع من منابع قوته فمما يروى أن وزارءه كانوا يمضون الساعات في مناقشة القضايا الهامة ويجلسون لاختيار رجلين منهما لعرضها على الملك لويس الرابع عشر وكانوا يمضون وقتا غير قليل في اختيار من سيرفع الأمر إلى الملك وعن الوقت المناسب لهذا الأمر وبعد أن ينتهوا من النقاش يذهب الشخصان اللذان تم اختيارهما إلى الملك ويعرضان الأمر عليه بالتفصيل والخيارات المطروحة ولويس يتابعهما في صمت مهيب يغلب عليه روح الغموض وبعد أن يعرضا أمرهما ويطلبان رأي الملك لا يزيد على أن ينظر إليهما ويقول بهدوء: "سوف أرى " ثم يذهب عنهما ولا يسمع أحد من الوزراء كلاما حول ما تم عرضه بل فقط تأتيهم النتائج التي أمضاها الملك .                                                           

أقول هذا الكلام لبعض أبواق الفتنة الذين يتحدثون عن مؤسسة الجيش وقيادتها ويرفضون كل ما قام به الجيش لمرافقة الحراك والدفاع عن أمن الوطن من الخونة الجدد وكم فضحوا أنفسهم و أظهروا أحقادهم وضغائنهم، فلتقولوا خيرا أو لتصمتوا  .

*الكاتب والباحث في التنمية البشرية : شدري معمر علي*

[email protected]