هل انتهى عصر الايديولوجيات والفكر في الوطن العربي والعالم
أ.عبدالعزيز أمين عرار / عضو اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين
من المعروف أن افكارا ونظريات ظهرت في العالم وحكمت وطبقت وجربت كالاشتراكية الماركسية والرأسمالية والليبرالية مثلما ظهرت الاديان وحكمت باسم الدولة الدينية ورجالاتها وفي وطننا العربي نشأت افكار وأيديولوجيات تحمل افكار ناتجة عن تشخيص الواقع وتعيينه وقد طبقت الاشتراكية العربية البعثية والناصرية في العراق وسوريا ومصر وتجربة التسيير الذاتي في الجزائر ومحاولة للماركسيين في عدن وقد انتهت هذه التجارب ما بين ارتداد قبلي وتدخل اجنبي لقتل تجاربها بصور متعددة وأنظمة تراجعت وتوجهت نحو الخصخصة وسارت ذنبا للدول الراسمالية وبفعل تراجع التجربة السوفيتيية أصيبت الاشتراكية الماركسية مقتلا . وبناء عليه وصلت الرأسمالية والليبرالية الى اعلى درجات السلم حتى ان فوكاميا اخبرنا بأنها نهاية التاريخ وتجلياتها .
والسؤال المهم هل يا ترى انتهى عصر الجماهير والأفكار والأيديولوجيات.
وهل انتهت حاجتنا للفكر القومي العروبي وتجلياته .
طيب وهل يقتصر جوابنا في الدين الاسلامي حيث يصلح في كل زمان ومكان
ولسنا بحاجة لهذه التحليلات ، وهل تعد العلمانية علاجا نافعا يقرر طبيعة الحكم وغيره .
وأي ايديولوجيات من المتوقع ان تسبر غور ما نحن فيه وهو كثير .
عندما نشرح الواقع ونعيد تعيينه بصورة أخرى فلا بد لنا من بناء أيديولوجيا ما قد تتقاطع مع الدين في أشياء كثيرة ولكنها ليست بالظرورة عدوة للدين أو صورة كلية عنه.
تعالوا لنقدم تحليلا لحالة العرب والعالم مثلا من زاوية الحرية وارتباطها بالاستلاب وضياع الحقوق في فلسطين وعلاقة التشرذم والانقسام والتحزأة والطائفية والمذهبية في الامة العربية والحاجة لجمع الكل ووحدتهم . سؤال الا نرى ان الحرية لصيقة الوحدة ولا غنى عنها وانه يستحيل تحقيق استقلا ل ناجز بلا وحدة ، وان الوحدة على درجات ودوائر ومنها: وحدة المجتمع في قطاعات وأقاليم جغرافية و وحدة الوطن وحدة الامة ( العربية مثلا ) . وان الوحدة نحتاجها قبل وبعد تحرير فلسطين .
طيب الا تستدعي حالة التخلف النضال والبحث عن بعث للأمة ونهضتها من رقادها .
وأنه لا بد للأمة من انتاج طليعة تحمل فكرا وحدويا وجمعيا للأمة وانطباقي للحالة التي نرفضها ونعيشها ما بين نهب خيراتنا واستغلالنا من قبل الغير استعمار وصهيونية وأنظمة رجعية في حين يعيش الكل ما بين قهر طبقي اجتماعي وقهر قومي لمجموع الامة من المحيط الى الخليج .
ويا ترى في ظل غياب العدالة الاجتماعية وعشعشة الفساد في دولنا ومؤسساتنا وذلك بفضل الطبقات الطفيلية والكمبرادور التجاري والراسمالية المستغلة ألسنا بحاجة للعدالة الاجتماعية وسم مجتمعها بما شئت : مجتمع الاشتراكية، مجتمع الكفاية والعدل مجتمع العدالة .
وفي ظل وجود استعمار احلالي صهيوني في منطقة عربية مسكونة منذ أقدم مراحل التاريخ ووجود مستعمر غاصب يشاغل الامة العربية والإسلامية ويتدخل في شؤونها بأشكال والوان مختلفة ويعمق مشاكلها حيث تراه في كل ناد له أسهم في التخريب فهل تستوي حالة الوحدة المجتمعية والعدالة الاجتماعية والحرية الانسانية في الوطن العربي اذا لم تتحرر فلسطين . بلا ريب اذا لم تتحرر فلسطين فلن يتحرر العالم . فكيف بالمحيط العربي المصاب بشتى انواع الانقسام ..
في نهاية المقال لا بد من القول أن المفكرين العرب والمعاصرين منهم قدموا فكرا غنيا في هذا الباب سواء اكانوا بعثيين وناصريين وتقدميين ولكنهم يتحملون الفشل وغيرهم في تحقيق الوحدة العربية . اما الواقع العربي فهو لا زال بحاجة لفكرة وأيديولوجيا وجيل عربي جديد حريص أيضا على صياغة علاقة ما بين العروبة والإسلام .
هل انتهى عصر الايديولوجيات والفكر في الوطن العربي والعالم بقلم:أ.عبدالعزيز أمين عرار
تاريخ النشر : 2019-08-11