الفراق الأبدي بقلم:هداية عبد الرحيم الكحلوت
تاريخ النشر : 2019-08-11
واضعة رأسي على زجاج السيارة ، نظري ثابت على اتجاه واحد ، عقلي مبعثر وتفكيري مشتت ، وكأني في دوامة أفكار لا متناهية ، ما الذي حدث ؟ كيف ينتهي وجود شخص كان بيننا بهذه السهولة ؟
البارحة كنا نتبادل الحديث والضحك ، البارحة خططنا لذهابنا في عطلة ، كيف بسرعة البرق يختفي وجوده للأبد ؟!
رأيت طيفك كنت تمسح الدموع عن عيناي وتتمتم بكلمات شبه مفهومة ، كنت تطلب مني البقاء قوية وعدم البكاء ، لكن كيف ؟ قل لي ؟
كنت بارد كالثلج ، أطرافك متجمدةة ، شعرت البرودة تسري في أعماقي في شراييني ، تسللت دمعة من عيناي سقطت على وجنتاك ، كانتا متوردتان ، من يراك لا يقل بأنك مجرد جثة ، يا لصعوبة الكلمة !
لم أشأ الذهاب وتركك وحيدا في هذا الشيء المظلم ، وكأن قدماي عجزتا عن الحركة ، لا خطوة للأمام ولا خطوة للخلف ، متسمرة في مكاني .
أتممنا الوداع والدفن عدت متثاقلة على قدماي ، تنهيدة خرجت من أعماقي لتصل لعنان السماء ، تمنيت أن يكون كل شيء عبارة عن كابوس ، كلما أغمضت عيناي رأيت طيفك ، أراك بصورتك الأخيرة ، همسات صوتك ترافق مسمعي ، آخر ضحكة لك ، آخر حديث تبادلناه سويا ، كيف لم أنتبه لكلماتك ونظرتك لي ، وكأنك تودعني بحق ، ظننت كلماتك مجرد هراء تتفوه به كالمعتاد ، لم أكن أعلم بأنك تشعر به حقا ، نظرتك كانت مليئة بالشوق الآتي ، وكأنك تحدثني بعيناك وتقل لي سأشتاق ، يا لصعوبة الفراق ، الفراق مر بكل أنواعه ، مهما كان ، شعرت بأن هناك ما يقبض صدري ويوقف نفسي ، ذهبت لأستريح بعد هذا اليوم المتعب والمؤلم ، وضعت رأسي على الوسادة ، لكن صوتك بجواري تأن ، أنينك يملئ المكان ، نهضت مسرعة علي أراك ، لم أراك ، رأيت أرجوحتنا الصغيرة تلك التي كنا نتسابق عليها لنرى من سيصعد أولا ، رأيت تلك الكرة التي سقطت بجوار جارنا المزعج ، وكيف ولينا هاربين ، رأيتك وأنت تبكي لأنك تريد لعبة مثل لعبة إبن جارنا ، وكيف جلبت لك مثلها وضممتني إلى صدرك ، كنا أطفال يا عزيزي ، شعرت بهذا العناق ، مددت يداي لأمسك بك وضعت رأسي على صدرك ، ثواني حتى غاب كل شيء ، وجدت يداي معلقتان في الهواء لا شيء موجود لا أنت ولا الأرجوحة ولا الكرة ولا تلك اللعبة اللعينة التي تسببت ببكائك ، كم تمنيت أن نعود أطفال ، ليتنا لم نكبر أبدا ، ليتنا