عملية عتصيون البطولية
خالد صادق
لا يمكن للضفة ان تسكن وتهدأ في مواجهة إجراءات الاحتلال الصهيوني, سواء بمصادرة الأراضي, وبناء المستوطنات, وهدم البيوت في وادي الحمص, وانتهاك حرمة المقدسات من خلال الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك, وتقسيم الضفة إلى كانتونات منفصلة عن بعضها البعض. ونشر الحواجز العسكرية على مداخل المدن والقرى وداخلها, فهل يمكن ان ننسى ثورة مهند الحلبي, أو اشرف نعالوة, أو صالح البرغوثي, أو مجد مطير وغيرهم الكثير من الشهداء, الضفة لا تهدأ ولن تهدأ أو تستسلم أمام سياسة الاحتلال, فقد أفاد تقرير إحصائي أن شهر تموز/ يوليو الماضي شهد تنفيذ (256) عملا مقاوما ضد الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة. ووفقاً للتقرير، فقد نفذت المقاومة (3) عمليات دهس، ومحاولة دعس، و(3) عمليات إطلاق نار، و(5) عمليات زرع وإلقاء عبوات ناسفة محلية الصنع، و(11) عملية إلقاء زجاجات حارقة صوب آليات الاحتلال العسكرية ومواقعه، كما شهدت مناطق الضفة والقدس اندلاع (183) مواجهة وإلقاء حجارة، أدت في مجملها إلى جرح (14) صهيونياً. وكانت أبرز العمليات عملية دهس أسفرت عن إصابة (5) جنود صهاينة، والتي نفذها الشاب فادي عدوان بالقرب من بلدة حزما شمال شرقي القدس.
عملية عتصيون البطولية لها دلالاتها الكبيرة, فهي جاءت في ظل حالة التغول التي تلبست الاحتلال الصهيوني الذي كان جنوده يتضاحكون وهم يهدمون أكثر من مائة شقة سكنية في حي وادي الحمص بسور باهر شرقي القدس, وجاءت في ظل تزايد حالات اقتحام المسجد الأقصى المبارك, وافتتاح السفير الأمريكي لدى الكيان الصهيوني المدعو دافيد فريدمان لنفق تهويدي في القدس, وجاءت عقب جولة كوشنير "المشئومة" للمنطقة ومحاولة فرض ما تسمى بصفقة القرن التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية, وجاءت عقب قرار الإدارة الأمريكية اعتبار الضفة الغربية ارض متنازع عليها, حتى يسهل على الاحتلال ضم المزيد منها لصالح المستوطنات, وجاءت مع إضراب الأسرى في سجون الاحتلال, وممارسات مصلحة السجون بحقهم ومنعهم من العلاج مما عرض حياتهم للخطر, وجاءت في ظل احتجاز الاحتلال لأموال الفلسطينيين "المقاصة" , ومحاربتهم في قوت يومهم وتقاضيهم لأقل من نصف راتب بسبب احتجاز هذه الأموال وعدم تسليمها للسلطة, وهناك أسباب أخرى كثيرة نتيجة سياسات الاحتلال, وتنكره للحقوق الفلسطينية, أدت إلى مثل هذه العمليات البطولية التي لن تتوقف, طالما بقي الاحتلال محتلا لأرضنا, ويرتكب جرائم بشعة بحق شعبنا الفلسطيني.
شعبنا الفلسطيني يقدم نماذج رائعة في العمل النضالي, فالاحتلال الذي يتباهى بالتطبيع مع الدول العربية, يظن إنها قد توفر له الأمان, ويتحصن في ثكنات عسكرية, ويقيم أكثر من 650 حاجزا عسكريا بين المدن والقرى الفلسطينية في الضفة المحتلة, ويستخدم كل الوسائل التكنولوجية الحديثة لمنع اختراق جبهته الداخلية, وينسق مع السلطة, وينشر العملاء والوحدات المستعربة بين الفلسطينيين, ويتجسس على مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف المنزلية والمحمولة, لم يستطع ان يوقف عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة ولن يستطيع, لان الفلسطيني يملك من الإرادة والعزيمة ما يدفعه للتضحية بنفسه في سبيل دينه ووطنه, وهذا سلاح لا يستطيع احد قهره أو التحكم فيه, فعملية عتصيون نفذت بسكين, والاحتلال اعترف انه وجد عدة طعنات في جسد الجندي الصهيوني, لقد أضحت المقاومة ثقافة يؤمن بها شعبنا, ويدرك انه لن ينتزع حقوقه من إلا بالقوة وبمزيد من التضحيات, وليس أمام الاحتلال الصهيوني إلا ان يتوقع المزيد من العمليات الفدائية والنوعية من الفلسطينيين, ردا على سياساته الخرقاء.
عملية عتصيون البطولية بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-08-11
