منتدى بغداد في برلين يحتفي بالشاعر الفلسطيني إياس ناصر
تاريخ النشر : 2019-08-10
منتدى بغداد في برلين يحتفي بالشاعر الفلسطيني إياس ناصر


في أمسية غمرتها قصائد الحب والإنتماء للوطن

منتدى بغداد في برلين يحتفي بالشاعر الفلسطيني إياس ناصر

عصام الياسري

للمرة الثانية وفي غضون ثلاثة اسابيع استضاف منتدى بغداد للثقافة والفنون في برلين الشاعر الفلسطيني والباحث في الأدب العربي د. إياس ناصر الذي يحل ضيفا في برلين بدعوة دراسية من جامعة برلين الحرة، حيث قدم في امسيته الادبية الاولى في 20 تموز بعضاً من قصائده التي يفيض بها ديوانه الشعري الموسوم "قُبلة بكامل شهرزادها" فالقدس في القلب، والوطن هو الحب ، ووجه الجليل قصيدة ذهبية...

والدكتور إياس ناصر شاعر فلسطينيّ وباحث في الأدب العربيّ. أحيا أمسيات شعرية في مختلف أرجاء الوطن وفي الخارج، وأسهم في حضور القصيدة المرهفة التي تجسّد واقع الإنسان الفلسطيني. تتميّز قصائده بالأسلوب السّلس والمبتكر وتتناول مواضيع مختلفة من أبرزها الحب والانتصار للمرأة والانتماء إلى الأرض والوطن. كتب عن شعره نقّاد كثيرون، ولُحنت وتُرجمت قصائده إلى عدة لغات. صدرت له مجموعتان شعريّتان: "قمحٌ في كفّ أنثى" بيروت، 2012، و "قُبلة بكامل شهرزادها" حيفا، 2015، وديوانه الشعري الثالث قيد النشر.

قدم ورقة بحث عن التشبيه في "الشعر الجاهلي"، وتم اختياره من بين أكثر من مائتي باحث من الحاصلين على لقب الدكتوراه في مختلف المجالات، لمنحة لجنة فولبرايت الأمريكية ولجنة منيرفا الألمانية المكوّنة من كبار الباحثين الجامعيين، واختار برلين لمتابعة ابحاثه الادبية في جامعة برلين الحرة.

في امسيته الادبية الثانية في 3 آب 2019 في مقر المنتدى كان للنخبة العربية لقاء جديد مع الشاعر الفلسطيني إياس يوسف ناصر، حيث قدم محاضرة أدبية بالغة الاهمية موسومة "وعدٌ صريحْ أو يأسٌ مريحْ": اليأس والعزاء في الشعر العربي القديم.

يقول الدّكتور إياس ناصر: بخلاف النّظرة المألوفة في العصر الحديث إلى اليأس على أنّه حالة يكتنفها قطع الرّجاء والحزن، أسبغ الشّعراء القدماء الذين عاشوا قبل الإسلام وفي مطلعه صورة إيجابيّة على اليأس وعدّوه مصدرًا للرّاحة والعزاء وتعبيرًا عن الإباء والحرّيّة..

لكنه يسأل: ما معنى اليأس ودلالته في نظر الشاعر القديم؟ وكيف يكون اليأس سبيلًا إلى العزاء والراحة؟ وما معنى القول المأثور "وعدٌ صريحْ أو يأسٌ مريحْ"؟ أو المثل القديم "اليأس إحدى الرّاحتين"؟ وكيف يكون اليأس طوق النّجاة للشّاعر العاشق الذي يكابد الانفصال عن الحبيبة وقد خلفته حزينا يأسى على فراقها؟ وما علاقة اليأس بالكرامة والحريّة؟ وهل يُعدّ اليأس نقيضا للطمع؟ ولماذا ذمّ الشاعر الأمنية وعدّها حالة من الوهم والضياع؟

في الإجابة عن هذه الأسئلة خاض الباحث ناصر باستعراض قصائد قديمة متنوعة قيلت على لسان شعراء عرب في ازمنة غابرة. في القرنين السادس والسابع، وذلك من أجل فهم القيم والتصورات الاجتماعية والسلوك المتعارف لدى العرب في تلك الحقبة.

ويحرص منتدى بغداد للثقافة والفنون في برلين منذ اكثر من عشر سنوات على تقديم المبدعين العرب في مجال الادب والثقافة والفن والفكر والاعلام والتعريف بهم. كما يسعى دائما الى تقديم الافضل، من المواضيع التي تتناول مجالات مختلفة من الابداع الثقافي والفكري والفني العربي، ويدرك مدى اهمية ذلك على التنمية الثقافية داخل المحيط العربي في المهجر، أيضا اهمية إستجابة المتلقي العربي، صاحب الشأن، مواكبة فرائد الادب العربي ومعاصرته لما له من اثر بالغ في حياتنا المجتمعية العامة.. وهكذا، وفقًا لعلم الأنثروبولوجيا الاجتماعية، فإن الإنجازات الثقافية كما يقول "برونيسلاف مالينوفسكي" لا تنشأ فقط من الطبيعة ومن الاحتياجات الطبيعية، ولكن أيضًا من الاحتياجات التي طورها النظام الثقافي الخاص نفسه.