مع قصيدة جديدة لسمر سيف مسعود بقلم : شاكر فريد حسن
تاريخ النشر : 2019-08-10
مع قصيدة جديدة لسمر سيف مسعود بقلم : شاكر فريد حسن


مع قصيدة جديدة لسمر سيف مسعود 
بقلم : شاكر فريد حسن 
مرايا حزينة تغلّف الروح
وأسماء من زمن بعيد 
توقظ الاحلام من سباتها 
هي سهام تصيب القلب وتكسره
كم هي الآمال التي خاب ظنها 
كسوء اختيارها 
ام سخرية قدرٍ 
كُتِبت بألم الموت البطيء
يا روحا بريئة ساد الحزن فيها
وعلى بابها ترعرعت قصائد واغنيات
هي زاد الايام
عانقتها غصة ابحرت في القلب
سكنتها منذ اعوام
مضت تكبر بخفاء 
ايها الحزن الجديد هل تختفي؟
ام تقتلها؟؟
يا سنين العمر 
كيف لتلك الايام ان تعود ؟
يا نبضا تاه 
في درب لم تشرق فيه شمس ولا ضياء 
يا عمرا ضاع في جبروت اللامبالاة
اه لارواح اعادت لنا النبض ولم تكن معنا
اه لقلوب جميلة غابت من حاضرنا 
ايتها الاسماء كوني في داخلنا
بوصلة تعيد لنا تفاصيل الحياة
يا عمرا مر من ضفاف الحلم 
هل تعود ؟
شوقا كضفائر خجل وحياء
وبلسما يحمل شذا عطرها 
وردا وسناء
يا عمرا غاب خارج الزمان
هل تعود؟
سأعيد الملامح لتلك الوجوه 
وانصهر كما لم اكن فيها .....
هذه قصيدة نثرية جديدة للصديقة الشاعرة سمر سيف مسعود ، ابنة قرية عرعرة - المثلث ، التي كنا عرفناها في الثمانينات من القرن الماضي ، من خلال كتاباتها المتنوعة التي كانت تنشرها في صحيفة " الاتحاد " ، وفي عدد من الصحف والمجلات المحلية التي كانت تصدر آنذاك .
وهي قصيدة تطغى عليها النزعة الانسانية الوجدانية ، كلماتها شديدة الوقع في النفس ، تمتاز بالتكثيف العاطفي ، ومشبعة بالصدق ودفء المشاعر ، بلغة نثرية ، وبقالب مؤثر .
فيها حزن وشجن ، وتحسر على الأيام الجميلة الغابرة ، وشوق حنيني شديد لوجوه ايقظت الأحلام من سباتها ، ومحملة بالكثير من التساؤلات .
مستواها الفني جيد ، وصياغتها وتراكيلها موفقة ، ولغتها بسيطة واضحة ، دون تعقيدات ومبالغات ، ونجد بين ثناياها ايحاءات واشارات ودلالات جلية عميقة .
ومن اللافت أن سمر سيف مسعود تجيد التعبير العاطفي الانساني عما يختلج في أعماقها وبين حنايا صدرها من مشاعر متأججة وعواطف جياشة ، وتتكىء على بساطة المعاني ، والبوح الرهيف ، والتعبير اللفظي الأنيق ، والاسلوب السلس الذي يعرف بالسهل الممتنع .
ويمكن القول أننا أمام نص جيد بمضمونه وبعده ومعناه الانساني ورونقه الخاص ، وأمام شاعرة تعرف ماذا تريد ، تفيض مكنوناتها بألفاظ ومفردات سهلة بسيطة ، ولغة حسية رشيقة ، فيها من جمال الصور وكثافتها .
إنني إذ أشد على يدي الصديقة المربية سمر سيف مسعود ، متمنيًا لها مستقبلًا مشرقًا زاهيًا زاهرًا ، مع أصدق التحيات ، ودوام التوفيق والنجاح ، والمزيد من العطاء والتجدد ، وبانتظار نصوصًا جديدة أخرى .