حاكم كاليفورنيا الديمقراطي يوقع قانونا يعرقل ترشح ترامب للرئاسة..... الديمقراطيون: ترامب هو المسؤول عما تشهده الولايات المتحدة من ارهاب
في تطور محرج لدونالد ترامب وقد يعرقل ترشحه لانتخابات العام القادم، وقع حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوزوم قانونا جديدا الأسبوع الماضي يلزم المتقدمين للانتخابات الرئاسية بتقديم إقرارات ضريبية للسنوات الخمس الاخيرة لكي يتمكن من الترشح للانتخابات التمهيدية لحزبه في كاليفورنيا الولاية الأكبر من حيث عدد السكان في الولايات المتحدة، وتلعب الدور الاهم في ترجيح كفة أي من المرشحين للرئاسة.
رغم أن القانون الذي دخل حيز التنفيذ بعد مصادقة كونجرس الولاية عليه يوم الثلاثاء الاسبوع الماضي, لم يسم أي شخص بعينه, إلا أن المحللين يرون أن دونالد ترامب من أكبر المتضررين من سن هاذ التشريع الى جانب هؤلاء رجال الاعمال الطامحين للرئاسة ومعظمهم اعضاء في الحزب الجمهوري الذين سارعوا برفض هذا التشريع بحجة انه قانونا غير دستوري, لأنه كما يقولون "أضاف مطلبا إضافيا غير موجود سابقا في الدستور للمتقدمين لانتخابات الرئاسة" كما قال جاي سيكولو محامي ترامب وهؤلاء الجمهوريون الذين سارعوا برفع قضية ضد ولاية كاليفورنيا للطعن في هذا القانون، بينما يرى ديمقراطيون ان مثل تلك المناورات انما تستهدف "التهرب من دفع الضرائب، ليس الا".
الاقرارات الضريبية التي تطالب بها كاليفورنيا قام بتقديمها رؤساء امريكا السابقين بينما رفض ويرفض ترامب تقديمها وما زال, رغم مطالبات عديدة من قبل اعضاء الكونجرس بحجة ان شركاته مازالت تجري عمليات تدقيق في حساباتها بدأت قبل وصوله الى سدة الرئاسة ولم تنتهي منها بعد حتى الان...!!!, إلا أن معظم المختصين يرون أن امتناعه عن الكشف عن ضرائبه يأتي في سياق تخوفه من اكتشاف تجاوزات ضريبية قد يكون أقدم عليها وهذا وارد جدا، علما بأن والد جارد كوشنر زوج ابنته المسمى شارلز كوشنر والذي يعمل هو الاخر في مجال العقارات قد دخل السجن أكثر من مرة بسبب مثل هذه التجاوزات.
تقليديا ينحدر معظم (ان لم يكن كلهم) الرؤساء الامريكيين الجمهوريين من نادي رجال الاعمال، وهؤلاء لهم أعمال ومصالح ربما تتقاطع او تتعارض مع المصالح القومية الامريكية، مما قد يؤثر بطريقة او بأخرى على قراراتهم كرؤساء.
في هذا السياق، يتسم عهد الرؤساء الامريكيين الجمهوريين بالدموية على الاغلب مقارنة بنظرائهم الديمقراطيين، بحكم أن أغلبهم ذوو مصالح اقتصادية وكذلك أهم داعميهم ومموليهم من كبار رجال الاعمال، وخصوصا من قطاعي صناعة السلاح والانشاءات العسكرية، وذلك مقابل خدمة مصالح هؤلاء التجار والمقاولين وترويج أعمالهم بما في ذلك تنشيط الطلب في سوق السلاح وهذا ما يبرر اندلاع كثير من الحروب التي سعى ويسعى لها الرؤساء الجمهوريون مع أطراف خارج الجغرافيا الامريكية.
الرئيس دونالد ترامب لم يشذ عن تلك القاعدة واتسم عصره هو الاخر بالدموية، لكنه دفع تجاه أن يكون ذلك داخل إطار التراب الامريكي حصرا.... وهذه تنم عن (عبقرية وحنكة) الرجل...!!!!!
نعم, لقد اختار هذا الرئيس (الموهوب المحب جدا لأمريكا) أن يؤلب قطاعات الشعب الامريكي على بعضها البعض, وشرع في ذلك مبكرا ابان حملته الانتخابية أي قبل ان يصبح رئيسا, وأمعن الرجل بعد انتخابه في التحريض على فئات تشكل حوالي نصف الشعب الامريكي ان لم يكن أكثر, ولم يزال يشجع بشكل مباشر او غير مباشر ضد تلك الفئات التي ينتمي معظمها الى مهاجرين من اصول لاتينية (سبانيك) ومسلمين وافارقة وغيرهم, ويبدو أن ذلك كان الشئ الوحيد الذي حقق فيه الرجل نجاحا ملحوظا اخذ المجتمع الامريكي يقطف ثماره بأن فقد في عهده الميمون وفقا لتغريدة على تويتر يوم الاثنين الخامس من اب اغسطس الجاري لعضو الكونجرس رشيدة طليب أكثر من 250 قتيلا امريكيا معظمهم ان لم يكن كلهم من تلك الفئات التي يحرض عليها ترامب في خطاباته وتغريداته وذلك برصاص امريكيين من اصحاب البشرة البيضاء الذين يشكلون قاعدة ترامب الانتخابية.... وهذا انجازا "نوعيا يحسب للرجل".....!!!!!!
لا يتحرج الرئيس ترامب ان يتحدث في كل خطاباته تقريبا وفي معظم تغريداته وما أكثرها وبشكل مفتوح عن "اجتياح" المهاجرين وخطورتهم على المجتمع وضرورة منعهم بشتى الطرق، بل حتى اعادتهم الى بلدنهم التي قدموا منها بحسب رأيه، ففي تجمع انتخابي له في ولاية فلوريدا في شهر حزيران يونيو الماضي تسال ترامب امام جمهور من مؤيديه وسوادهم الاعظم من اصحاب العرق الابيض قائلا: "كيف يمكننا أن نمنع اجتياح المهاجرين" فرد عليه احدهم "بالرصاص" فضحك ترامب مما سمع وحوله الى نكتة استحسانا له كما بدا للكثير من الحضور.
لم ينجوا من ذلك التحريض المقيت حتى اعضاء في مجلس النواب انتخبهم الشعب الامريكي لتمثيله في الكونجرس, إلا ان طلب الرئيس "إلى العودة إلى بلدانهم القذرة" كما قال.
السيناتور اليزابيث وارن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس, والمرشحة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي كانت واضحة في توجيه اصابع الاتهام مباشرة الى الرئيس ترامب فقالت الأحد الماضي "إن الرئيس يحض شخصيا على العنصرية وعلى تفوق العرق الأبيض".
في حين مرشحا اخرا في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي هو بيتو أوروركي (المولود في مدينة ال باسو بولاية تكساس التي شهدت السبت الماضي مقتل عشرين امريكيا من اصول لاتينية على يد شاب ابيض قدم خصيصا من دالاس التي تبعد أكثر من 1000 كيلو متر لارتكاب جريمته المروعة), كان اكثر حدة عندما اعتبر أن دونالد ترامب "لا يحض على الخطابات العنصرية فحسب، بل يحض على العنف الذي يليها أيضا".
من جهته قال بيت بوتاجاج المرشح للانتخابات التمهيدية الديمقراطية ورئيس بلدية مدينة ساوث بند في ولاية انديانا في تصريح له الأحد "بات واضحا أن الأرواح التي زهقت في شارلستون وسان دييغو وبيتسبرغ، وعلى الأرجح أيضا في إل باسو، هي من نتاج إرهاب قومي أبيض"، مشيرا في كلامه إلى هجمات استهدفت في السابق كنيسة للسود ومعبدين يهوديين، وأخيرا الاعتداء الذي استهدف مركزا تجاريا في مدينة إل باسو الحدودية مع المكسيك والتي يشكل الناطقون بالاسبانية نحو 85 بالمئة من سكانها والذي ارتكبه في ساعة ذروة داخل احد المراكز التجارية في المدينة, شاب أبيض في الحادية والعشرين من العمر قاد سيارته لمدة عشر ساعات تقريبا لارتكاب جريمته النكراء, وقام باطلاق النار من بندقية هجومية وقتل 20 شخصا وأصاب حوالي 30 آخرين, مبررا فعلته الشنعاء بما اسماه "الاجتياح اللاتيني لتكساس" بحسب ما نقلته عنه مواقع التواصل الاجتماعي, منوها بالمجزرة التي ارتكبها عنصري أبيض يؤمن بتفوق العرق الأبيض استهدفت مسجدين في كرايست تشيرش في نيوزيلندا في الخامس عشر من آذار/مارس الماضي ما أدى إلى مقتل 51 شخصا.
ومما اثار الفزع من هذه الظاهرة التي مر بها المجتمع الامريكي حاليا ما شهدته مدينة دايتون في ولاية أوهايو عندما أطلق النار رجل ابيض النار على المارة بشكل عشوائي بعد حوالي 12 ساعة فقط على جريمة ال باسو فقتل خلال دقيقة تسعة أشخاص معظمهم من اصول لاتينية, مما حدا بالمرشح الديمقراطي في السباق إلى البيت الأبيض بيت بوتاجاج في تصريح لشبكة فوكس نيوز بالقول: "ما يحصل الان يعود الى ضعف سياسات ضبط سوق السلاح من جهة، والى ارتفاع وتيرة إرهاب محلي تحركه نوازع قومية بيضاء من جهة ثانية" وتابع بوتاجاج "لن نتمكن من حماية أميركا من هذا الخطر ما لم نكن مستعدين لتسميته مباشرة"، مضيفا "على الحكومة أن تتوقف عن اعتبار ما حصل مجرد صدفة او من قام بها غير مكتمل الارادة او مختلا عقليا وأن لا مجال للقيام بأي شيء لمنعه".
الجمهوريون بدورهم استنكروا ما حدث مؤخرا من اعمال ارهابية قام بها رجال من القومية البيضاء، فقد غرد المسؤول الجمهوري في ولاية تكساس جورج ب. بوش، وهو شقيق الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش قائلا "إن مكافحة الإرهاب هي أصلا أولوية، لكنني أعتقد أنه بات من الواجب حاليا أن تتضمن أيضا الوقوف بحزم بوجه هذا الإرهاب الأبيض"، مضيفا "إنه تهديد فعلي علينا التنديد به والعمل على القضاء عليه".
أخر الكلام:
إنّ خطر ترامب نفسه يمثل التهديد الأكبر للأمن القومي الذي تواجهه الولايات المتحدة اليوم" بهذا الكلمات المباشرة الشديدة الوضوح لخص الكاتب والسياسي الأمريكي الجمهوري ماكس بووت المشهد الامريكي في ظل تلك السياسة الحمقاء (كما وصفها) التي ينتهجها دونالد ترامب لحشد التأييد له للفوز في الانتخابات", وأضاف بووت في مقال نشرته صحيفة لوس انجلوس تايمز "إن دونالد ترامب ديماغوجي جاهل يتاجر بالعنصرية المقيتة وإهانة النساء ونظريات المؤامرة المهووسة، بينما يدافع عن الحمائية والانفصالية, وهي ذات السياسات التي قادت إلى الكساد العظيم والحربين العالميتين الاولى والثانية في القرن الماضي", وفي ختام مقاله الجريء يرى بووت الذي يقول انه ينتمي الى الحزب الجمهوري منذ نعومة اظفاره "إن التاريخ الأمريكي لم يشهد أبدا رئيسا على هذا القدر من عدم الأهلية".
د. سمير الددا
[email protected]
حاكم كاليفورنيا الديمقراطي يوقع قانونا يعرقل ترشح ترامب للرئاسة بقلم:د. سمير الددا
تاريخ النشر : 2019-08-07
