ماذا بعد السفارات والتشجيع على الهجرات الجماعية؟!بقلم:رضوان عبد الله
تاريخ النشر : 2019-08-07
ماذا بعد السفارات والتشجيع على الهجرات الجماعية؟؟!
بقلم الاعلامي رضوان عبد الله*
    سكان لبنان نحو اربعة ملايين ونصف المليون نسمة كما يتم تقديرهم، واللاجئون الفلسطينيون في لبنان نحو اربعمائة وخمسين الف نسمة ما بين مقيم ومغترب لكنه مسجل على قيود الاونروا في لبنان،بمعدل عشرة بالمئة من سكان لبنان، اليوم احتج عند السفارة الكندية في شرقي بيروت ما بين ال٤٥٠  الى ٧٥٠ شخص على ابعد تقدير ، مطالبين بالهجرة،وهذا العدد تم التحضير له بقوة وباموال طائلة لانجاحوهذه الخطوة المشبوهة من قبل من دعوا اليه من داعمين للهجرة الى خارج دول الطوق العربية، وامنوا الاتصالات والمواصلات والترتيبات مع الامن الداخلي اللبناني ومع السفارة ايضا منعا لاي تصادم ولا مشاكل هناك..
   بمعنى ان من حضر الى مكان السفارة الكندية في جل الديب شرقي بيروت ، رغم التحضير المكثف لهذه الخطوة منذ اكثر من اسبوع، كانوا نسبة قليلة جدا من عدد اللاجئين المسجلين على قيود الاونروا، والبقية بقيت تناضل في مخيمات اللجوء رغم انها واسرها تعاني الامرين وتكابد تحت حر الشمس وقيظها ، ورفضت الذهاب و أاثرت على نفسها ان تبقى تحت ظلم القوانين العربية واللبنانية معا مطالبين بحق شعبنا كلاجئين بالعيش الكريم في مخيمات اللجوء لحين عودتنا الى ديارنا، ومن بين الحقوق حقنا بالعمل والتملك والصحة والتعليم المجاني وبقية الحقوق المدنية ، والتي اقرتها الاعراف والمواثيق والشرائع العربية منها والدولية،معربين عن رفضهم للذل البغيض وطالبين للعيش الكريم عند اخوة واشقاء عرب ، منعا للهجرة البعيدة عن الوطن كي لا نزداد عن غربتنا اغترابا طويلا وجديدا...
    من نافلة القول كان حري بمن دعا الى هذه الخطوة ، غير الوطنية ولا تمت لاخلاقيات شعبنا لا من قريب ولا من بعيد ، ان يعمل على دعم من اخذهم الى السفارة كي يهاجروا اي كي يهربوا من مواجهة الظلم والواقع التعيس، بان يدعمهم بالعيش ويدعم خطواتهم وبقية اهلنا بالصمود في مخيمات اللجوء والبؤس والشتات ، فبدل ان يساعدهم ( ذلك الغيور عليهم) للهروب من المشكلة او المشاكل المتراكمة كان من الاولى ان يدعم صمودهم ويحثهم على المطالبة بكافة الطرق المشروعة كي ينالوا حقوقهم.كلاجئين ، وكم مرة حذرنا من دور مشبوه لمؤسسات تدعي انها مؤسسات مجتمع محلي...وهي ليس كذلك بمعظمها بل انها مؤسسات تهدف الى تحويل مخيماتنا الى مجتمع فارغ من اللاجئين ، بعد ان يتم تهجير ابنائه ان استطاعوا الى خارج دول الطوق كما حصل مع اللاجئين الذين كانوا متواجدين بدول عربية اخرى بسبب الازمات الامنية المفروضة على دول جوار فلسطين وجوار جوار فلسطين ، وذلك بعد ان عجزت دبابات ومدافع وطائرات العدو الصهيوني وعملائه من افراغ هذه المخيمات من ساكنيها ، تلك المخيمات والتجمعات ايضا التي صمدت وصبرت وناضلت لسبعة عقود ويزيد كي تعود الى فلسطين، لان الكبار توفوا او استشهدوا والصغار لا زال الامل بهم ان ينتصروا لانهم لن ينسوا فلسطين ، وما لم يستطيع العدو تنفيذه بالنار يحاول العملاء تنفيذه بالدولار والسولار في اماكن او بالتهجير الجديد او لربما بالتوطين والتجنيس في اماكن اخرى.