عيد الأضحي.. يجدد أحزان الفقراء بقلم:د.شاكر كريم عبد
تاريخ النشر : 2019-08-07
عيد الأضحي.. يجدد أحزان الفقراء بقلم:د.شاكر كريم عبد


عيد الأضحي.. يجدد أحزان الفقراء

د.شاكر كريم عبد
تعودنا نرى في كل قدوم للعيد ، رمضان او الاضحى تداهم الهموم والاحزان رؤوس الفقراء والمحتاجين من النازحين واليتامى والارامل والعاطلين عن العمل فتهد كيانهم ، وتحطم اركانهم وهم يرون جيرانهم واصدقائهم يسرحون ويمرحون ويضحكون فرحين بالعيد ويرتدون الملبس الجديد ويتبادلون التهاني والهدايا . وفي هذا اليوم بالذات يبكي اطفالهم ويذرفون الدموع. ما اثقلها من ايام على اولاد الفقراء الشرفاء. وما اصعبها على أبائهم الذين لايجدون مايسد حاجاتهم، ويأنفون مد أيديهم الى الغير. فتمر ايام العيد عندهم كأي يوم عابر لانكهة فيه ولاطعم. سوى اضافة هموم فوق همومهم .
فالأم زوجة الشهيد او المتوفى قلبها يتفطر كمدا وهي ترى اطفالها بمشهد البؤوس والشقاء والعوز ولا تجد أي حيلة لاضفاء حنانها المكلوم عليهم.
والاب الذي قطعت منه معونات الرعاية الاجتماعية او راتبه التقاعدي لاسباب غير مفهومة وهو يجوب الدوائر في هذا الصيف القارص دون ان يجد حلا لمشكلته او جوابا شافيا لها واقترب العيد وابنائه تتفطر قلوبهم لشراء حذاء او ثوب جديد. واصحاب المهن والشهادات العليا يعتصمون تحت حرارة 47 % قريبة من الغليان ولا احد من المسؤولين يتفقدهم ويشعر بمعاناتهم.
بعض الوزراء وأعضاء البرلمان والمسؤولين يتستابقون فيما بينهم بعدد المرات التي يذهبون بها الى الحج تاركين ورائهم بلدا ممزقا ومنهوبا من قبلهم و شعبا جائعا وفقراء بلا مأوى ومأكل وملبس وأناس قطعت رواتبهم بلا مسوغ قانوني او أخلاقي او شرعي ، ولو كانت تلك حقيقة نيتهم وصدق نواياهم من الذهاب الى الحج ، فان اغاثة الفقراء والايتام والارامل اعظم اجرا عند الله من قيامهم بالحج وما اكثرهم في عراقنا اليوم الذين يحتاجون للاغاثة او تشريع قانون انساني يرفع الحيف عنهم .
وان الجنة ليست للحجيج والمصلين فهم ليسوا خير الناس حيث جاء في الحديث الشريف(( المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لايالف ولا يؤلف، وخير الناس انفعهم للناس))
. ومن عجب العجاب ان اولاد هؤلاء الساسة يجولون ويصولون في المنتجعات والديسكوات ويبذرون الاف الدولارات في الاردن ولبنان وفي الدول الاوربية. ان واحدا من اولاد هؤلاء المسؤولين يحضر بورصة في الاردن ليشتري رقم سيارة بالمزاد العلني ب450 الف دينار ارددني كما تم نشره على احد المواقع.!! والحكومة غافلة تماما عن هؤلاء همها الوحيد المناصب والمكاسب والانتخابات. أيقظوا ضمائركم واسألوا ، فالضمائر قد لاتموت ،لكنها تنام ، أيقظوها من سباتها وتفقدوا هؤلاء اليتامى والمساكين والمعوزين وحلوا مشاكل المعتصمين والنازحين والبطالة و من شق عليهم الزمان وبخس الكثير من حقوقهم، وتجرعوا كؤوس الفقر والحرمان والحمد لله الذي أمر عباده بالإحسان إلي الضعفاء والفقراء والمساكين مؤكداً أن التقصير في حقوق هؤلاء الضعفاء، هو إثم عظيم وكما جاء بقوله تعالى: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه الله ) وبالحديث النبوي الشريف (إنما تنصرون وترزقون بالضعفاء والمساكين)
و بهذه المناسبة المباركة التي تحل علينا لا يسعني الا ان نتقدم بخالص التبريكات وباسمى معاني المحبة لكافة الإخوة والزملاء من العاملين بالمجال الإعلامي وكافة المواقع الالكترونية والصحف الوطنية الملتزمة بثوابتها وتوجهاتها وكل التهنئة القلبية بهذه المناسبة الي كافة ابناء شعبنا العراقي الصابر والى الأمتين العربية والإسلامية . وكل عام وانتم بخير