أركنت رأسي على حافة الطريق، تمتمتُ لعينيّ ألا تحزنا، قد غادر الحاضرون المكان، وبقيت وحدي أفكر بالمتبقي من ذكرانا، كيف أن لا هناك مزيداً منك، حاصرتني أطيافك، حتى ظننتُ أني جننت، تسائلتُ كيف لي أن أراك، حاطّةً أثقال جسدي على ثراك، كل ما يؤرقني الآن هو أن كيف إنتهى عمرك، وقد كنت صلباً لا تزال في عنفوان شبابك، كيف لغيابك أن يكون مريراً وقد اعتدت عليه، أغمضت عيني راجيةً الصبر، لعلَّ قلبي ينسى ذكراك، لكنه يأبى، هنا ضحكنا، هنا بكينا، هنا درسنا، وهناك الذكرى، كل الذكرى، فكيف لنا أن ننسى كل هذا؟
رحم الله كل روحٍ غادرتنا، ورحم الله كل قلبٍ كان حانياً علينا، ورحم الله الضحكة والذكرى، ورحم الله كل موتانا، وأنزل على قلوبنا برداً وسلاماً إلى حين النسيان.
لم يكن الموت إلا بداية النهاية، ونهاية البداية، ولم يكن الموت يوماً بالأعمار، فاعمل فإنك مجازٌ بما أنت عامله، واعمل فإنك مردٌ إلى يومٍ لا عمل فيه بل حساب، واعمل لعلك تنجو بالجنة لا العذاب.
مروه العنيسي هندي
وما بعد الجنازة؟ بقلم:مروه العنيسي هندي
تاريخ النشر : 2019-08-06