إلى من تغنت بقلم: رهف أيمن شقور
تاريخ النشر : 2019-08-04
إلى من تغنت بقلم: رهف أيمن شقور


إلى من تغنّت به الروح يوماً ما، إلى رفيق وجعي الأبدي، إلى خصمي الودود.
غصة موجعة وبعد...
أنا هُنا الآن، هُنا اكتب لك وجعي بين انكساراتي، أنا أًقاتل لوحدي وسط معركة أنا قائدها وجنودها، لم أكن أتخيل يوماً ما بأنك ستصبح العدو الذي أقاتل، لم أكن أتخيل بأنك ستكون سبب جروحي العميقة وانكساراتي. صوّبت اتجاهي الكثير من
الأسهم، أما أنا فبقيت صامدة وأحارب لأجلك. أسمعت ذات يوم بأن هناك قائد أمر جنوده بأن لا يردّوا على أي سهم يُطلق نحوهم فقط لأن القائد يتلذذ بالألم ؟
أسمعت ذات يوم بأن هنالك قائد أحبّ عدوه وقَبِل الخسارة أمامه؟ أسمعت بأن هُنالك قائد رفض أن يُنهي تلك المعركة خشية أن لا يرى وجه عدوّه مجدداً ؟ أتدري من هو هذا القائد؟ هذا القائد أنا، أنا يا عزيزي، أنا من بقيت صامدة أمام كل أسهمك ولم اردّ لك أيّاً منها،أنا ذاك القائد الذي أوقف جنوده عن رد تلك الأسهم لأنه ظلّ يعتقد بأنك محارب لصفّه.لطالما كنت تطرحني أرضاً بأسهمك
السّامة و تقترب نحوي وتنظر نحو عينايّ وتخبرني ألا أضعف، لكن لم أكن اعلم بأنك توّد أن أصبح قوية لكي يتناسب سهمك الأخير مع روحي الهشّة.سهمك الأخير يا عزيزي أوقعني أرضاً جعلني كالجثة الهامدة، لم يعدّ لديّ أي طاقة لإحتمال أي
وجع، لقد قضيت على روحي تماماً ،ها أنا الآن مُجرّدة من الشعور، مُجرّدة من الحياة، لم أعد أُبالي لشيء، لكن أتعلم ما الغريب؟ الغريب بأن شيئاً ما بداخلي رفض أن ينهض مجدداً ظنّاً منه بأنك ستكون الطبيب والدواء لتلك الجروح.
أنا الآن ما زلتُ على ركبتايّ انظر حولي بتمعّن شديد وانتظار قاتل بأنك ستأتي، بكن أنانيتك يا عزيزي سترفض القول بأن كُلّ هذه الأسهم كانت منك، ستقول بأنني أنا من بدأت الحرب وأطلقت الأسهم نحوّك، ستقول بأنك بريء. و ذنبي الوحيد أنني
دائماً ما كنت أقول بأنك وطني ولكن نسيت يا عزيزي بأن الوطن يُخان.
أتدري, لم اكن اؤمن بالموت مرتين, لطالما كنت أضحك على هذه العبارة السخيفة إلى أن مُت الموتة الأولى.كيف للمرء أن يموت وهو على قيد الحياة؟ كيف يمكن للمرء أن يصبح هكذا بلا شعور..أن يبقى جثة هامدة خالية من الحياة والروح؟ كيف
يمكن أن يكن ممتلئ بالألم والوجع والإنكسارات والجروح؟
من سارة.
رهف أيمن شقور