زرياب في مزاحمة الكلاب بين الدروب والهضاب 4 بقلم:د.محمد بنيعيش
تاريخ النشر : 2019-08-04
زرياب في مزاحمة الكلاب بين الدروب والهضاب 4 بقلم:د.محمد بنيعيش


                                                      4

             الجِرْو "هايْدي وَانْ" ومؤشرات البهجة والسلوان في بيت زرياب  

وفي ذات يوم ليس كسابق الأيام، وبعزم مع قوة حزم، ألحت البنيَّة إلحاحا على أن يذهبا إلى سوق الكلاب لمعاينة بعضها مجرد معاينة ،ولكن البنيَّة كانت تخفي نية وكان زرياب يعلم يقينا تلك النية ويعيها ويتوقع نتائجها ،ومع أنه رافض لها مبدأ إلا أنه لم يكن له بد من مجاراة إلحاح بنته التي أبت إلا أن تقوم بجولة نحو هذا الحي الذي لغته النباح والمواء والتغريد والزقازيق ،ولكنها أصوات حزينة وكئيبة ومقهورة ،تبكي بغير دمع وتنوح من غير تطويح ولا تكميم تعبير ،وإنما كل صنف له سجعه الخاص به يشتكي إلى خالقه من سوء حاله ومحبسه وتجويعه.فلا ترى في هذا السوق ،وأي سوق هذا؟سوى أقفاص متسخة وبالية متآكلة ،تكاد الجراثيم والميكروبات أن تطير بأجنحتها ومخالبها فتهاجم المارة أشد من مهاجمة الكلاب والذئاب للغرباء.وأي أقفاص هاته ؟إنها مجرد أسلاك صدئة وصفائح ألواح قد نخرها السوس ورقاع مهترئة يفترش بها فضلات الراحلين وتراكم زغب الوافدين، فيعشش فيها القمل والبرغوث وما تراه العين وما قد لا تراه ! .تمر من أمام القفص فترى الكلب أو الهر ينظر إليك مستعطفا ومناشدا إياك بعينيه وعويله : - أعطني حريتي وأطلق يدي،أنقذني من هذا السجن والسجان وفك أسري من هذا القيد ولو إلى المشرحة أو النار!.

وبينما زرياب وبنته في هذا التجوال والمجال إذا بهما يلحظان أجْراء أو جِراء(جمع جَرْو) في حانوت هو بدوره يكاد يشبه القفص لضيقه وتشبك مدخله تركيما للأقفاص ومقتنيات الحيوانات الأليفة مع عفونة رائحته كمقوي للمناعة بامتياز.

قالت البنت لأبيها وهي تجره جرا: - تعال يا أبت لننظر إلى هذه الجراء في هذا القفص إنها تبدو من نوع كلاب الحراسة .إنها البِرجي ،إنها الكلب البوليسي ،إنها الدوبرمان...

حاول الأب عبثا أن يصرفها عن التوقف :- دعنا من هذا ،إننا مجرد عابرين ومشاهدين ،وما هذه سوى كلاب عادية لا يفيدنا في شيء أهتمي برياضة ركوب الخيل ودراستك أولى من هذا ،فما ينقصنا غير الكلاب...

استعطفت البنت زرياب لكي يتوقفا ولو هنيهة ومشاهدة الجراء عن قرب ولم لا عن لمس وتفحص فاستجاب لها أخيرا من باب المجملة والمسايرة فقط.

- ما نوع هذه الكلاب يا سيدي ؟يسأل زرياب بائعها بحذر ونية تخلص .

- إنها من نوع البرجي ،وفيها الكلب البوليسي (شيان بوليس) ووو.

تدخلت البنت وهي لها علم بأسماء الكلاب ما لم يعلمه زرياب: - هل البرجي ألمان أم البرجي مالينْوا ،وهل هذا من نوع الروت أم الدوبرمان وأسماء أخرى لا يفهما ولا يعلمها .

انبرى بائع الكلاب لعرض ما لديه من بضاعة فإذا به يعرض على البنت توأمين من الكلاب زعم أنهما من فصيلة البرجي البلجيكي وبالأخص المالينْوا.

نظر زرياب وبنته إلى الجروين فصدقا مزاعم البائع وشرعا يقلبانهما ويحدقان النظر إليهما وهما في حجم كرة اليد،قد فصلا عن أمهما عنوة قبل الفطام أو حتى القدرة على تناول الطعام.وهذا في أوله إجرام وهدر لحقوق الحيوان كمقدمة لهدر حقوق الإنسان.

أقنع البائع زرياب وبنته بجودة الفصيل وصحة الدليل من لون وشكل وأذن ووو.وكم من مرة يلدغ زرياب ويغرر به في مثل هذه المبايع والمشتريات التي لا تستند إلى أي نص قانوني أو ضمانات سوى تمويه البائع أو تنقيص المشترى فيكون حظه دائما هو الخسارة وبيع المحتاج.والقانون لا يحمي المغفلين و" الله يجعل الغفلة بين البائع والمشتري"كما يقال في هذا المجال.

تمت الصفقة في الحين على أساس أن الكلب ذكر من صنف البرجي مالينوا وبثمن ليس بالغالي ولا بالبخس ،وذلك حتى لا يتفطن المشتري بأنه إنما اشترى كلبا من كلاب القرية أو المتشردين عبر الأحياء أو من المولدين المتقاطعين بين صنفين مختلفين.

وبعد استشارة أهل البيت والاتفاق على أن هذا الجرو قد يحتفظ به لمدة أسبوع على أعلى تقدير ثم يرد لصاحبه من باب مسايرة رغبة البنت وإلحاحها فقط .

وأخيرا وصل الجرو في صندوق حلوى صغير إلى المنزل فاستقبل كأحسن استقبال وأسعده.فهو أول كلب بهذا الحجم وهذا النوع يدخل دار زرياب ويحمل معه أنغام الكلاب من سجع حلو مزعج وفي نفس الوقت مؤنس.

لم يجد الجرو حرجا في التأقلم السريع مع أهل البيت وفرض حضوره بالقوة .بحيث سرعان ما أصبح الكل يخدمه ويقدم له الطعام والشراب ويفترش له أنفس ما في الألحفة والثياب. هذا يلمس رأسه وذاك يرتب على ظهره وتلك تحمله بين ذراعيها وأخرى تحاول أن تستنطقه لتسمع نباحه ،وهكذا انخرط في تواصل مع الجميع من غير تكلف ولا تطبيع.حتى إن الكلب يكاد ينطبق عليه الحكم بأن حيوان اجتماعي بطبعه.ليس بالضرورة أن يكون بانيا ومشيدا وصانعا ورساما ،إذ أي بناء أجمل وأصدق من بناء الصداقة ومذاهبها ومناقبها؟ .

قضى الجرو ليلته الأولى عند مدخل المنزل محفوفا بكل عناية ورعاية لم ينقصه شيء مما تتطلبه حياته ونموه،فهو إن حرم من أمه ولم ينل حظه منها بالرضاعة فقد هيأ الله له من يعوضه هذا النقص بحليب البقر ووصفات الطعام من تفنن البشر،رزقه مضمون كيفما كان حاله ومستقره ومآله.

ومنذ الليلة الأولى بدأ الجرو يقوم بمهامه ويعرب عن استعداده لأن يبادل أصحابه بما يليق بمقامهم وعنايتهم به.وعند آذان الفجر كعادته سيذهب زرياب للصلاة بأقرب مسجد في الحي ،هذه الصلاة  يجد فيها تخفيفا كبيرا وطمأنينة وتجديد نشاط وتنفس .إذ القيام لصلاة الفجر قد نظم له نعاسه وصرف عنه أرقا مزمنا كان يعاني منه ولم يجد له علاجه.فكان الاستيقاظ المبكر عند الفجر خير منظم لحياته ونومه ويقظته،وخاصة إذا امتد به الاستيقاظ حتى طلوع الشمس أو عند الزوال ،فهذا قد يجعل النوم يسارع إليه بمجرد نزول الظلام ،فلا يكاد يصلي صلاة العشاء القابلة حتى يخلد إلى النوم  والراحة التي يطرد بها الوساوس ونكد الحياة وينسى غبن الأصحاب وسوء صلة الجيران و بعض الأقارب أشباه العقارب !!!.

بعد أداء الصلاة يعود زرياب إلى المنزل وهو يتنفس بعمق وتكرار عله يستغل تلك الفترة الصحية من الوجود فينعش مخه وينقي رئته ويسقي ذاته بهواء ورذاذ الصباح كمظهر لبهجة الحياة وسرها ،وفي ذاكرته وعلى لسانه تجري الآية الكريمة:" وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ، وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ " .

فما أن يولج المفتاح في ثقب الباب حتى يسمع صوتا كالزئير ،وليس نباحا متتاليا، صادرا من الجرو كأنه يحذر الداخل ويقول له :احترس فإنك مراقب !.

لم يصدق زرياب سمعه في اليوم الأول ثم ذهب لليوم الثاني فلما رجع سمع نفس الصوت وبنفس الرنة والإيقاع.-عجبا لهذا الجرو الذي يدرك منذ اليوم الأول من هو صاحب الدار من الداخل ومن هو آت من الخارج.فالخارج مضمون والداخل غير مأمون حتى يدلي بشهادته!.يوشوش زرياب في نفسه.

بهذه الإشارة رسخ الجرو مكانه في المنزل وأثبت منذ البداية بأنه كلب حراسة بامتياز فلم يعد هناك لدى زرياب وأهله الرغبة في التخلص منه وإرجاعه إلى سوق الكلاب،فلم لا يحتفظ به عسى أن ينفع الجميع، وخاصة في حي كثر فيه اللصوص ومرتادو المخدرات والمعترضون طريق الصغار والفتيات ،حتى أنه لم يفلح رجال الأمن في ردع هذه الآفة ولا حتى الحد من مظاهرها.

كان من سلوك هذا الجرو أنه في بعض الأحيان يقف على قائمتيه الأوليتين ويدفع بجسمه نحو الأمام حبوا رافعا القائمتين الخلفيتين كأنه يلعب الجمباز الإيقاعي أو الأرضي بالمتوازي  ،فكان الجميع يرى هذا المنظر المضحك كسرك من غير ترويض ولا يدرون لماذا يفعل هذه الحركة ،لكن بعد التحري تبين أن الجرو حينما يتخلص من فضلاته كان يسعى إلى تنظيف جسمه بهذه العملية عن طريق دعك مؤخرته بالأرض .بحيث كان الاكتشاف مضحكا ومثيرا في نفس الوقت.هذا الكلب الذي يتهم بالنجاسة والوسخ يعطي منذ كونه جروا درسا للبشر في النظافة والحفاظ على طهارة جسمه وثوبه غريزة وقانونا ،تماما كما يقال من علامة بلوغ الكلب أن يرفع رجله عند التبول لإثبات تحديه وحضوره و حتى لا يصيبه رذاذه .حتى إن الكلاب نفسها قد تتعجب من بعض الكتابات التي تكتب على الحيطان "ممنوع البول يا حمار" فتتساءل كيف يبول الحمار قائما وهذا من شأن الكلاب ؟،فلا يكون المقصود بالحمار هنا سوى قائم على رجلين لا أربع وهذا إما قرد أو شبيه به !. إذن لا بد أن في الأمر سرا ينبغي كشفه.في حين قد يظلم الحمار المسكين بهذا ا لاتهام ويوصف بقلة الحياء والنظافة والغباء بينما هو من أذكى وأغير الحيوانات كما أثبت الدراسات في الماضي والحاضر.

         قال حمار الحكيم توما يوما    لو أنصفوني لكنت أركب

                لأنني جاهل بسيط        وصاحبي جاهل مركب

منذ البداية بدأ التفكير في مأكل الجرو ومدثره وتحديد مكانه من البيت حتى يلزم حدوده ولا يسبب مشاكل الإقامة والنظافة،فكان أن وقع الاختيار بحكم صغر مساحة الدار على أن السطح هو الأنسب، ولكن بشرط أن يبنى له كوخ صغير بمقياس احتوائه وحمايته من برد الشتاء وحر الصيف.

وفعلا تم بناء الكوخ وهيء له بشكل متواضع مع قربه من مجرى صرف المياه ليتمكن من طرح فضلاته من غير حرج.فكان الجرو يلتزم مكانا محددا لا يتجاوزه وفي نفس الوقت يقوم بنفس الحركة البهلوانية كما سبق،كما أنه لم يسبق أن لطخ أو نجس الثوب المكان الذي ينام  فيه ،وإنما يبتعد عنه قدر الإمكان فيتخلص من فضلاته!!!. 

فقد كان  السطح من الدار شبه مهجور ولا يستعمل إلا في العطلة الصيفية كمنتجع ومبرد بالصنبور، وأيضا من أجل نشر الغسيل ورمي كل آنية مستهلكة أو حصير، لكنه سيتحول إلا مكان هو المفضل عند أهل البيت جميعا لما يجدونه من بهجة وسرور ولعب قد يفرضه عليهم الجرو فرضا بسبب نباحه وعناده عند إمساك طرف ثوب أو كرة وعصا ،فلا يكاد يطلقها إلا بعد جر وفر وكر ودوران ،فمرة يعضض الشيء وأخرى ينال من يد صاحبه بأسنان صغيرة مسننة ، قد كانت في البداية لا تكاد تؤذي أو تترك جرحا وألما إلا خدوشا بسيطة و نُدوب لا تضر في شيء سرعان ما تنسحب. فكم من جورب ثقب وكم من حذاء نقب وكم من منشفة تنسلت خيوطها ،ومع ذلك فقد كان الأمر مسليا ومبهجا ومضحكا لحد القهقهة.إنها لفرحة ممتعة وناذرة لم يكن أهل البيت ليجدونها ولو مع أقرب الأحباب والأصدقاء والجيران !!!  

حتى الطعام قد كانوا يؤثرونه به من حليب مغلي وطازج وجبن وبيض وسمك ،وأيضا الفاكهة وبعض الخضروات منها الطماطم ...

موازاة مع هذا الاهتمام فقد كان لا بد من تخصيص الجرو باسم يلقبونه به حتى يستجيب لكل من يناديه،فبدأت الاقتراحات ،هذا يقترح ركس وتلك تفضل ماكس وصاحبة البيت تقول غاص أو غاصت و زرياب صاحب البيت يميل إلى بوبي  التقليدي فيقول:– سموه بوبي أحسن كما قرأناه في الابتدائي:بابا،باب،بوبي ببابي. فلقد كان لجدتي  في  حقل الإجاص (الغرسة) كلب كنت أحبه اسمه بوبي ،كان جميلا ونشيطا وأسود اللون وبشوشا مبصبصا ،لكنه سيموت مبكرا بسبب مرض ألمَّ به ولم يعالج منه بشيء فترك حزنا في نفس زرياب المراهق حينذاك.

ارتفعت الأصوات :لا لا فهذا اسم قديم قد عفا عنه الزمن ،نريد شيئا معاصرا وخارجا عن أسماء العرب اليوم ،اسما له إيقاع موسيقي ومثير للانتباه...

وبعد الأخذ والرد والشد والجذب سينتهي الاقتراح عند غاصْ أو غاصت أوغارْص ثم آل الاختيار إلى جاصْ Gass ،إنه اسم مختصر وشديد الحروف ويليق بالجرو البرجي الذكر.فبدأ في الحين النداء غاص غاص تعال يا غاص، هيا يا غاص، اذهب يا غاص، ما تفعل ياغاص ؟ نم ياغاص؟ ماذا أكل غاص أين اختفى غاص؟...

بقي الأمر هكذا والكل يعتقد بأن الكلب غاص ذكر وليس أنثى ،لأنه لا أحد كان يبحث في مناطقه الخاصة تحفظا واستحياء.ولم هذا البحث وقد أكد البائع بأن الجرو برِجي ذكر ؟ بل حتى الطبيب البيطري وقد كانت امرأة لم تحدد جنس الجرو ولا حتى صنفه بزعم أنه لا يمكن في تلك الفترة التمييز لصغر عمره.وقد كانت زيارتها من أجل تطعيمه بمصل المضاد للسعار وتفادي الأمراض الفتاكة ،لكن الطبيبة رفضت هذا التلقيح حتى يصل الجرو سنه إلى أشهر متقدمة ،فكانت هذه مقدمة غيبية لمآسي الجرو وتسريع وتيرة سريان قدره.

وذات مرة سيزور أحد أصهار زرياب ،وخال الأطفال، العائلة ،كان قد سبقت له خبرة بتربية الكلاب فما أن رأى الجرو وبحث بين جنبيه حتى طلع على الجميع بنبأ صادم ومخالف لكل التوقعات والتطلعات :- إن الجرو ليس ذكرا بل أنثى !!! – ماذا تقول ،وهل لديك الدليل،وهل أنت متأكد مما تقول وما جئت به من خبر بديل؟

لم يكد الجميع يصدق ولا يريدون أن يصدقوا، لأن الأنثى في العرف مرفوض تربيتها لما يتخلل حياتها من حمل وولادة وتغير مزاج وجراء...وهذا ما لا تتحمله البيوت الصغيرة والسكن الملاصق للجيران الذين في غالبيتهم ممن دار بهم الزمان وشنجتهم البطالة وضيق اليد والخوف من الغد،فليسوا مستعدين لأي إزعاج مضاف !!!.

فكر  الكل في الأمر ثم أعادوا التفكير والتدبير ،فمنهم من يقول بضرورة رد الجرو إلى صاحبه لأنه غرر وغش في بيعه ،ومنهم من لا يزال يصدق بأنه ذكر وقد يتبين ويتغير الأمر بعد الكبر ،ومنهم من سلم للواقع وفضل خوض التجربة مع غاص بتحويل اسمه إلى غاصة،إذ لا يفصل بين الجنسين سوى التاء المربوطة ،فلنحولها إذن ولنضفها ولنتكيف معها ولننته من هذا الجدل !.

وعوْدا على بدء سيبدأ الخلاف حول اختيار الاسم من جديد ،فلم يرق للبعض اسم غاصة ولم ينته الاختيار إلى قرار إلا بعد تدخل "مولاة الدار"  فقالت: هيا فلنسمها هايْدي ! وإذا أردنا تدليلها نناديها ب:هيدودي...

تردد الجميع وتفاعل الجميع وقبل وسلم الجميع.فعلا إنه اسم جميل وله وقع موسيقي مقبول وموزون.حتى إنه قد بنيت عليه أبيات وأناشيد مطلعها: 

                        هيدودي هيدودي  هيدويدي هيدودي

بل إن زرياب  قد كان في بعض الأحيان يغني بهذه الكلمات ويصوغها لحنا بشتى الإيقاعات والأسجاع تفننا وتسليا.فكانت هايدي تتفاعل معه برقص وبتحريك ذيلها  يمنة وشمالا وقفزا وجريا. 

لم يكن أحد يتوقع بأن هذا الاسم سيصبح ظاهرة تعم كلاب الأحياء كلما رؤوا وحيثما وجدوا ،كما لم يكن يخطر ببال هايدي أنها ستصير مدللة لهذا الحد بعدما كانت على وشك أن تطرد من البيت والمكان، لا لشيء سوى أنها أنثى.ولكن لله في خلقه شؤون" وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".