أحلامُ مُواطِن، وصَرخَةُ وَطَن..!!بقلم:م. صلاح أبو غالي
تاريخ النشر : 2019-08-04
أحلامُ مُواطِن، وصَرخَةُ وَطَن..!!بقلم:م. صلاح أبو غالي


أحلامُ مُواطِن، وصَرخَةُ وَطَن..!!

بقلم الكاتب والباحث/ م. صلاح أبو غالي
تحريراً في: 3/8/2019

ما بين الأمس واليوم، وغدٍ مجهول المعالم، وما بين حصارٍ ظالم، وعُقوباتٍ أظلَم، أحلام الكثيرين تبخَّرت وتلاشت، شبابٌ أُحيل إلى المعاش القسري بفعل غياب أفق سياسي، ورؤية استراتيجية تقودنا نحو انفراجة وفسحة أمل..
لا شيء سوى إضاعة الوقت بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاهدة مباريات كرة القدم، والجلوس في الكوفي شوب، وحتى أبسط رحلة ترفيه تحتاج لمبلغ لا يقوى عليه شباب عاطلين عن العمل، بل قل معطَّلين هي الأصوب، فهم لديهم طاقات ومهارات ومنها حالات إبداع، لو تم توظيفها بالشكل الصحيح، واستثمارها في نهضة المجتمع..

ولكن!! لا يرى المسؤول المُتَخندِق في مكتبه شيئاً من أزمات الواقع، وكيف سيرى وسكرتيره وجماعة الكوتة المحيطة به يحجبون عنه الحقائق، بل ويزيِّنون له الواقع بشتَّى ألوان الكذب والنِّفاق، ومن يعترض يصبح الشَّيطان، ويُحارب بقوة، ويُمنع من الوصول، لأنَّ وصوله سيكشف زيفهم وحقيقتهم..

الغريب.. عندما تُواجه المسؤول بحقيقة لم يراها، يتفاجأ وتراه مصدوماً مما يسمع ويرى، بل لا يصدِّق، مسكينٌ هو في هذه الحالة، فهو لم يسمع أو يرى، ولكنَّه غير معذور، ولا مبرِّر له، فهو مَن أوجد هؤلاء وأحاط نفسه بهم، تَخندَق وتَقَوقَع في مكتبه، ولا يخرج إلا للتصوير في الأماكن المُعدَّة مسبقاً مِن جماعة الكوتة، ولا يقوم بزيارات اجتماعية إلا وِفقَ أجندتهم وما رسموه له، ولا يقوم بحل أي مشكلة لمُوظَّفي المؤسسة التي يرأسها أو يُديرها باستثناء مشكلات أصدقاء وأحباب وأقارب الكوتة، ولا يَرتقِي في عمله ويصبح مديراً إلا إبن هذه الكوتة، ما بين مُقرَّب أو مَرضِيٌّ عنه لمصلحة تقاطعت مع مصالحهم، استولوا على مقاليد المؤسسات وإمكاناتها، وعاثوا فيها هَدرَاً، وأصبح مُنحنى الأداء يهوي نزولاً، وميزان المصروفات أصبح أضعاف الإيرادت، وتراكمت الدُّيون، ودخلت المؤسسات مرحلة الأزمة..

شباب الأمة يضيع، الخرِّيجون يصطفُّون في طوابير البطالة بالآلاف، وأحلامهم دخلت مرحلة الضياع، ولا ضوء في آخر النفق، ولا أحد يبحث عن حلول، وعندما بحثوا في الحل، كان الحل الأمثل تدوير الأشخاص برغم فشلهم، لتزداد المؤسسات فشلاً فوق فشلها، ما أوصلها إلى حافَّة الإنهيار..

المشكلات الكبرى تعصف بالمجتمع، من أزمة مياه وصلت مرحلة التملُّح والتلوُّث، وأزمة كهرباء، وأزمة بطالة، وأزمة رواتب، وأزمة فقر، وأزمة مرض، وأزمة انهيار القطاع الصِّحي، وأزمة قريبة تلوح في الأفق وهي انهيار قطاع التعليم بفعل تراكم الأزمات الأخرى؛ بل الحياة بكاملها تنهار ولا أحد يسمع أو يرى أو يتكلَّم، ومن ينتقد ويتكلَّم بإيجابية يُعتبر خارج عن الصَّف وملعون، وهكذا تغيب الحقيقة..

بأمانة وحرص أقول انتبهوا، قفوا فإنَّكم مسؤولون، وستُحاسبون، التَّاريخ يُسَجِّل، وذاكرةُ الأيَّام لا تَنسى، والشَّعب لا يَغفِر..

# ادركوا أحلام الشباب_قبل فوات الأوان
# حافظوا على الأمانة فأنتم مُؤتمنون
@ صلاح أبو غالي