انور وجدي والنهاية الحزينة بقلم:وجيه ندى
تاريخ النشر : 2019-08-02
انور وجدي والنهاية الحزينة بقلم:وجيه ندى


انور وجدى والنهايه الحزينه
وجيـــه نـــــدى بحار كل الفنون وحياة الفنان المبدع السينمائى انور وجدى – و الخلاف السينمائى و شهرته وايضا الخلاف المالى - عاش وعانى قدر ما عانى وذات يوم دعا ربه متوسلاً: يارب أعطنى الشهرة والمال وخذ أى شيء، حتى لو كانت صحتي! ونجح النجم الطموح كما لم ينجح أحد مثله وحصل على ما كان يحلم به من الشهرة والثروة. وقام أنور وجدى ببطولة 14 فيلماً أهمها اليلى بنت الفقراءب واليلى بنت الأغنياءب واعنبرب واأمير الانتقامب وافيروز هانمب واقطر الندىب واغزل البناتب وأصبح أنور وجدى النجم الأول تمثيلا وانتاجا وامتلك ثروة فى البنوك تقدر بحوالى نصف مليون جنيه غير عمارته الشهيرة ومعمل للأفلام. تزوج أنور وجدى ثلاث مرات الأولى من السيدة الهام حسين والثانية من الفنانة ليلى مراد أما آخر زيجاته فقد كانت من الممثلة الجميلة ليلى فوزي. وكما عاش أنور وجدى يتباهى بصحته وفتوته وكان طبيعياً أن يمثل دائما دور الرجل القوى مفتول العضلات الذى يتصدى للأشرار فان شيئاً لم يهزمه غير المرض وهو آخر شيء كان يتوقعه. فى نهاية حياته أصيب أنور وجدى فجأة بمرض الكلى وساءت حالته الصحية للغاية ونصحه الأطباء بالسفر للعلاج فى السويد كان مرضه خطيراً وهكذا طارت معه فى رحلة العلاج الى استكهولم زوجته الفنانة ليلى فوزى التى كانت الشاهدة على صراعه الأخير مع المرض.
وأجرى الأطباء جراحة دقيقة لأنور وجدى لم تفلح فى انقاذه فقد تدهورت حالته وتأكد الأطباء ان لا أمل فى شفائه حتى بمساعدة الكلية الصناعية. ولم يعرف أحد سوى ليلى فوزى ان أنور وجدى أصيب بالعمى بعد ثلاثة أيام من وصوله الى استكهولم وهو يرقد على فراش المرض فى الغربة.
وقضى أنور وجدى أيامه الأخيرة فى الحياة ما بين يقظة كحلاوة الروح وغيبوبة الرحيل الأخير، ورغم ذلك فلم يكن يتصور أنه سيموت بعيداً عن الوطن ومتى علمت نفسٌ بأى أرض تموت؟ فى صحوة الموت فتح أنور وجدى عينيه. وهمس لزوجته: ليلى، خليك معايا! غسلت الدموع الساخنة وجه ليلى فوزى وهى ترى زوجها وحبيبها يحتضر فى مشهد مأساوى لم يمثله أحدهما قط على شاشة السينما. امتدت يدها لتمسك بيده وهو يحتضر..همست له بصوت يتهدج: أنا هنا. رد أنور وجدى : حاسس أنى دلوقت أول مرة أحب بجد!
ويرحل أنور وجدى عن الحياة التى أحبها وصارعها ونجح فيها وهزمته.
لا يتبقى منه سوى نعش من صندوق خشبى تصطحبه معها بالطائرة ليلى فوزى فى رحلة حزينة الى القاهرة ليشيع الآلاف من معجبيه جثمانه فى مشهد حزين ويوارى جثمان أنور وجدى الثرى فى مقبرة مجاورة لمقبرة كوكب الشرق أم كلثوم. بعد ظهر 14 مايو 1955 رحمه الله قدر عطائه الفنى بحار كل الفنون وجيه ندى  [email protected]