عندما يحزن القمر بقلم:محمد إدريس
تاريخ النشر : 2019-07-31
عندما يحزن القمر ..

أحبت هدى "العبد" بشغف ، وهام العبد بها عشقاً ، وكانت كلما مر من أمام بيتها ، تغني له أغنية نجاح سلام الشهيرة ( ميل يا غزيل ، يا غزيل ميل، نعملك تبوله ، نسقيك فنجان قهوة ) ، 
أما العبد فكان دوماً يردد لها أغنية فيروز " قالوا لي كن ، وأنا رايح جن ،حبابي يومه يا يابه ، نار بروس الجبال "
تـقدم العبد لخطبة هدى - بعد أن شاعت قصة حبهما بين الناس ، إلا أن أباها (شيخ مسجد القريه) رفضه رفضاً قاطعاً ، بحجة أنه" طبال" لا عمل له ، إلا في الأفراح ، أو في الليالي الملاح .
حاول العبد توسيط عدد من الناس عند الشيخ (أبوهدى) إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل ، لكن عندما هددت هدى أباها بالهرب مع العبد (خطيفه) ، رضخ ووافق على زواجهما خوفاً من الفضيحة ، وخوفاً من العار .
إحتفلت البلدة عن بكرة أبيها بالعروسين ، وأقامت لهما حفلاً جميلاً ، تحدث عنه الناس ، وتناقلوا عنه الكثير من القصص والأخبار .

عاش الزوجان أياماً جميلة ، كانا فيها من أسعد الأزواج ، حيث صارت قصة حبهما مثلاً يروى ، وحكايتهما تتردد على كل شفة ولسان .
بعد فترة من الزمن ، ألم بالعبد مرض غريب ،حير الأطباء وأعجزهم ، ولم يمهله كثيراً ، ففارق على أثره الحياة ، وترك هدى وحيدة ، تندب حظها العاثر ، وتعيش على الألم والذكريات .

كنت كلما شاهدتها وحيدة أو حزينه ، أرثي لها وأشفق عليها ، لما آلت إليه أحوالها ، بعد أن كانت وردة البنات ، وبطلة لأحلى قصة حب في البلد .

لا أدري لماذا تذكرت هذه القصة الفلسطينية الحزينه الآن ، ولماذا هدى بالذات ، علماً بأن هناك العديد من قصص الحب الجميله والسعيدة ، التي أعرفها وأعرف أصحابها ، والتي انتهت بالرفاء والبنين .

هل لأنها قصة حزينة ؟ أم لأنها قصة مؤثرة ؟ أم لأن فيها شيئاً مني ومنك !

محمد إدريس
شاعر وكاتب فلسطيني معاصر