العلم وانعكاسه علينا بقلم:حسين علي غالب
تاريخ النشر : 2019-07-31
العلم وانعكاسه علينا

ما أن تمر مدة قصيرة إلا وتأتيني أنا وغيري دعوات كثيرة لحضور حفلات تخرج ، شباب تخرجوا من جامعات وكليات وبتخصصات مختلفة ، وأغلبهم لا يريد التوقف عند هذا الحد من التعليم الأكاديمي ، بل يريدون الحصول على الماجستير والدكتوراة ومن جامعات مشهورة وقوية وبالتحديد في دول المهجر لأن جامعاتها غنية عن التعريف .

هذا الأمر يأتي مع مفارقة غريبة ومؤلمة بنفس الوقت ، فرغم وجود شريحة ضخمة من الأكاديميين الفطاحل ، إلا أن مجتمعاتنا تأن وتتألم من الأمية والمرض ونقص الخدمات والطاقة والجوع ومشاكل كثيرة جميعنا يعلم بها حق المعرفة، ونحن نعاني منها ليس منذ فترة قصيرة ، لا على العكس ، حيث توجد مشاكل عمرها يتجاوز الأربعة عقود وأكثر .

هدف العلم هو خدمة البشرية وتحسين حياتهم إلى الأفضل في كل النواحي ، أما عندنا فهو بعيد جدا عن هدفه الحقيقي فالهدف منه التباهي والتفاخر أولا وزيادة في الدخل ثانيا ، أما مشاكل مجتمعاتنا العويصة والمتشعبة فلا أحد يجد حل مناسب لها بإستخدام العلم لا من قريب ولا من بعيد للأسف الشديد.

لهذا السبب الأعداد المرعبة للخريجين لا فائدة من السواد الأعظم منهم ، فالأغلبية العظمى سوف تتبع مشوار الآخرين الذين سبقوهم بالتفصيل الممل ، جمع في الشهادات المختلفة التي تعلق على الجدران واللهث على الدخل المرتفع .

أنني أجيب على تستول يطرحه الكثيرين كيف أن شعوب ودول كانت تعيش تحت الركام ، نهضة بفترة قصيرة وباتت تتنافس على القمة ، فالاجابة بكل بساطة بفضل العلم الذي طبق وجاءت نتائجه ملموسة وأكيدة للقاصي والداني.

حسين علي غالب