كلام الليل يمحوه النهار
سحر حمزة

في صداقات النساء حكايات كثيرة يسجلها التاريخ منذ أقدم العصور فيها الإيجابي القليل والسلبي الكثير للأسف  ،فالمرأة بطبعها تغار من المرأة التي تتميز بنشاطها وشهرتها أحيانا في مجال معين ،بعضهن يترقبن منك ظنا منك أنه ستكون لك صديقة وفيه تحفظ الود والعهد ،ولم تدرك أن وراء بعض الصداقات مصالح شخصية قد تكتشف برحلة متأخرة وصدق المثل الذي يقول لا يلدغ المرء من جحر مرتين ويقال من البغاء أن تقع في نفس الحفرة مرتين ،وهذا صحيح ومجرب  حيث تكتشف فجأة أن بعض النساء ممن يكن من المقربات جدا ،وهن  مطلعات على حياتك وخصوصياتك أحيانا لتكتشف أن هذه أو تلك تهدف من التقرب إليك هدف معين كي تتسلق سلما معينا أو تحقق أمرا ما .

وقال المثل أيضا إذا أردت أن تنشر خبرا فاعلم به امرأة لإن بعض النساء أنشط من وكالات الأنباء للأخبار التي يرغبن بنشرها ليست الإيجابية عنك بل ما قد يشوه الصورة التي عملت سنين طويلة كي تزهو بها .

نساء يعطوك من حلاوة اللسان عسلا ومن إشراقه الابتسامة أملا بأن الدنيا بخير لكن فجأة تكتشف أنهن يحاولن أبعادك عما قد يخدمك بطريقة أو أخرى وقد يمحو كلامه في الليل في لحظة شروق شمس جديد لتبدأ تتساءل ما السبب وأين الخطأ والتجارب كبيرة  وكثيرة يمكن تلمسه من وقائع وأحداث تصادفك فجأة دون سابق إنذار .

الصمت والسكون لتحركات بعض الصديقات يعطيك مؤشرات لكن الثقة التي تجمعنا ببعض الأصدقاء تكشف لنا ما نجهله عنهن فالأنا هي التي تسطر على بعضهن والأنا هي التي تفرض نفسها في عصر التقنية ورسائل الواتس أب ووسائل التواصل الاجتماعي السريعة التي تكشف لك المستور والمختفي عنك والتي تعتبر أحدث تقنية لمتابعة أمور الأصدقاء والناس من حولنا  ،ثم تصدم فجأة حين  تعلم متأخرا أن هناك شاشة ضبابية تفصلك عن البعض ممن اعتقدت أنهن صديقات مقربات منك لا يفصلك عنهن أسرارا أو خصوصيات أحيانا.

أذكر في بداية حياتي ووعيي على الدنيا كنت قد تزوجت صغيرة دون خبرة بالحياة  ولم تكن علي خبرة بالحياة كما الآن والحمد لله على نعمه أن زوجي كان يتحدث لي في بعض أمورنا الخاصة حين يسدل الستار ليلا في بيتنا مع قدوم الليل لنتبادل أطراف الحديث عن طموحنا وأحلامنا في المستقبل وحين أذكره بما قد وعدني وأخبرني كان يقول مازحا :"ألا تعلمين أن كلام الليل يمحوه النهار لقد نسيت وكأنه يتهرب مني ومن تساؤلاتي له وكأني أدعي ما أخبره به وكنت للأسف لا أتعلم وتتكرر معي التجربة معه حتى غادرته لأني اكتشفت أنه يستهتر بي وبأفكاري وبطموحي وأحلامي فقررت الرحيل عنه وأيقنت أنه كزوج وشريك عمر وأن كان أبا لأولادي يعتبر حمولة زائدة بحياتي فقررت الرحيل عنه  . 

مثل ما حدث معي في طفولتي حدث مؤخرا بموقف معين فقررت أن أغادر تلك التي تدعي أني صديقة لي وأن همنا ومشاورينا وصحبتنا دون مصالح وأهداف إلا ان نتباحث ونتبادل الآراء فيما حولنا فتعلمت متى أرحل عنها قبل أن تصدمني بشيء آخر مستقبلا لهذه هكذا علينا الحذر ممن نعتقد أنهن صديقات ولدغات النساء أقسى من لدغات بعض الأفاعي أحيانا وخاصة أن كنت تظن أنك وجدت من يفهمك ولكن هيهات للنساء أن يكن مع بعضهن حميمات إلا بما يخدم مصلحتهن فقط والبقية تأت بعد حين .

انتهى