الـغـذاء الـمُـسـاء بقلم: بن حليمة امحمد
تاريخ النشر : 2019-07-31
الـغـذاء الـمُـسـاء بقلم: بن حليمة امحمد


الـغـذاء  الـمُـسـاء .
          
-        في طريق عـودة سي صالح إلى بيته .صادف زميلَه أحمد  يحمل نفس   حمولته  .  كيس بداخله أربع  خبزات غير  أنّ كيس أحمد أضيف له كتاب ذو حجم  متوسّط.   صافحه  وابتسامته العريضة صوب  الحمولة تنْبِئ بطارئ   ما . وما هو إلاّ إختبار مكتسبات أو  إضـافات  جديدة  لها في حالة   إصابتها ببعض الإلتهابات ( العجز)       .

-        . كعادته المسلّية المتمثّلة في المزاح المباح .خطف الكيس ورفعه بكلتا يديه متظاهرا بالعجز  عن حمله والوُشوكِ بالسّقوط به .  ممّا دفع  بأحمد إلى التّساؤل  عـن  وهْـمِ الثّقل و هو من رِطلَيْن أقـلّ   . أجابه  .   أصبت  بطرح الإنشغال والّذي كـتِـفي منه  مال و العرقَ سال . حمدًا على أنّه لم يكن  سائلا  و إلاّ على ساعدي بعد يدي سال .  طارحا السّؤال    . هل يستوي الواحد و الإثـنان ؟  فردّ .نعم . فـقال   :متى ؟
أجاب . لمّا  يستوي الأعمى و  البصير . و   الحفيف   بالخرير. وعُمْر الصّغير بالكبير.
 قوتُك يا صاحبي ..  قوتُك.

-        أجاب . ما به ؟  وزن قُوتِك فاق وزنَ   قُوتي  و  ذاتي. ضحك أحمد ممّا أُوحِي إليه من مبالغة   منافـية  لادغـة .    فـردّ عليه .

-        متى تقلّص بصرُك ؟ أجاب .لمّا ضاقت بصيرتُك . أصبتَ:   سؤال يستحقّ الإشادة   لِما فيه من إفادة  لمنِ ابْتغى للجهـل إبادة   إن وُجّهَ
لنفسك بنفسك .يا هذا . قوتك قُوتان ظاهران للإنس و الجان . فردّ :  بهتان يا صديقَ الماضي و الآن.
لنواصل السّير قبل أن يحلّ  الهذيان بعدما  نال من دمي الغليان .
أثناء السّير  . عاد به إلى حقّ المصير . فـنصحه بتغيير الحديث و الإنشغال بما  يريح البال و يُـغْـني عـن حقارة  السّـؤال .

-       
-  حسنا . سأدلي  بما خفى ولو كان لسانك على عِـلمٍ. ما نفى.بالتّالي  شفى.  قُوتك قُوتان .كلاهما  قُـوَّتـان عظيمتان مَـنّ بهما خالق الثّقَـلان العـليّ الرّحمان.  الأوّل. من أجل البقاء.يسعى إليه الكلّ (الخبز)    و الثّاني  يعزف عنه الجلّ .رغم تفادي الشّقاء ( الكتاب).  قوت العقل  أيّها الصّديق
   العتيق .
. أشهد أنّك  اتّخذته شقيقا عشيقا و ما فرّق بينكما ضيق .  سمَوْتَ به  سُمُـوَّ  اللّبيب الأنيق . و ما حملك إيّاه . إلاّ  عُـربون وفاء  يعـترف به  العدوّ  قبل  الصّديق .

 .  هـزّ أحمد رأسه متمتما . لائما وواعدا بالسّوء عـقله . لقد أفنيتُ طفولتي و شبابي  بتغذيتك و لمّا هـرِمتُ خذلتَني  . عقوبتي  لك .  حرمانُك  من القوت  الثّاني لمدّة أسبوع  قابلة للتّمديد .

- تدخّل صالح  ليُصلح  و يصالح .لا . لا . أرجوك لا . لئن نفّذت الحُكم . ودّعـتَ الحكمة و أنت  حليم حكيم. أنت الخاسـر  والجهل الـرّابح  .  و  سيصبح  عقلك ضحيّة و أنا الجاني المجّاني. ما سـعـيتُ  يوما للخـسرانِ .
.
- تنهّد أحمد و الحسرة تعصر فؤاده عصرا .. صدقتَ .  صدقتَ  . يا ويلتنا على ما  فـرّطنا  في جنـب الكتاب. مفتاحّ  الأبواب. الجلـل المصاب.

ليت العناية بالثّاني تساوت أو  قاربت بالأوّل لتعيش أمّتنا    بعيدة عن ذلّ  التّسوّل . السّهم الّذي العدوّ عليه يعوّل . .-  شعاره  المثير . أنت الأخير و  هو الأوّل . أنت العاجز و هو المُموّل  باسم  قانون الفقر الّذي خـوّل فحوّل.

 -أضاف صالح :  لو كان الرُّقَي من صنف البشر. لكنت أوّلَ مَن منه  فرّ .       لست جديرا بملاقاته .كونه فاضل حرّ و أنا  فرع  من أصل الكسل المُرّ .

- لقد  بلغ النّفاق ذروتَه بنا . نبكي و نرثي  حالنا  صباحا و مساء   دون  حـياء . متسائلين عـن هـمّ غـيابه و وسيلة  جنيه بعـتبة كلّ باب  . (  إنّه الكتاب .. إنّه الكتاب  )
   
   بن حليمة  امحمد
  البلد /  سعيدة     (الجزائر)        يوم 10 مارس  2019م