كوشنير الغراب بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-07-30
كوشنير الغراب بقلم:خالد صادق


كـوشـنـيـر الـغـراب
خالد صادق
تنوي الإدارة الأمريكية إرسال مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنير إلى المنطقة لاستئناف العمل لتمرير ما تسمى بصفقة القرن, حيث ينتوي كوشنير زيارة خمسة دول عربية بالاضاقة إلى "إسرائيل" ويرافقه في هذه الزيارة "المشؤومة" مستشار البيت الأبيض جيسون غرينبلات والمبعوث الأمريكي المكلف بالملف الإيراني براين هوك, ويبدو ان الإدارة الأمريكية وجدت قبولا لها في المنطقة من الزعماء العرب, وتسعى لفرض سياستها المجحفة مستغلة ذاك الانحياز الكبير من عديد الدول العربية لها, فدول الخليج ترى ان أمريكا هي حامي الحمى, والأقدر على مواجهة ما أسموه "بالخطر الإيراني" وان التحالف مع "إسرائيل" أصبح ضرورة يجب العمل على تحقيقها في أسرع وقت ممكن, لإنشاء تحالف عربي إسرائيلي مشترك لمواجهة "الخطر الإيراني" , ويبدو ان كوشنير وصحبته تتلخص مهمتهم في مسألتين رئيسيتين خلال هذه الزيارة.

الأولى: تعجيل خطوات إسرائيل الهادفة لفرض رؤيتها لأطماعها الجغرافية في القدس والضفة الغربية, وذلك تمهيدا لطرح الشق السياسي في مخطط "صفقة القرن" وفق ما تنتهي إليه الأطماع الإسرائيلية في القدس والضفة, وذلك خوفا من تعارض الصفقة المشؤومة مع رؤية "إسرائيل" وأطماعها ومخططاتها, وبالتالي يصبح قرار رفض الصفقة إسرائيليا أو التحفظ على بعض ما جاء في بنودها, محرجا للإدارة الأمريكية, فجاء كوشنير وصحبته لحث الحكومة الصهيونية على الإسراع بخطوات الضم والتوسع, واطلاعها على تفاصيل الشق السياسي في صفقة القرن, وهل هناك أي تحفظ على ما جاء فيها, وماذا يمكن ان تقدم الصفقة للفلسطينيين كي يقبلوا بها, وحتى تظهر الإدارة الأمريكية بمظهر الوسيط النزيه .

ثانيا: تضخيم وتعظيم الخطر الإيراني في المنطقة, حتى تبقى الدول الخليجية تضخ المليارات على الأمريكان, مقابل حمايتهم من "الخطر الإيراني", وبذلك تتحقق وعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاقتصادية الني وعد بها الأمريكيين خلال حملته الانتخابية بتحسين أوضاعهم الاقتصادية وإعادة عظمة أميركا مجددا، أمريكا وجدت في "البعبع" الإيراني خير وسيلة لجلب الأموال والثروات العربية إليها, دون عناء وبلا حروب, فدول الخليج مقتنعة تماما بأنها يجب ان تدفع لأمريكا كي تبقى قياداتها على رأس السلطة, وليس الدفع المالي فقط, إنما يجب تقديم المواقف السياسية التي تريدها الإدارة الأمريكية من العرب, خاصة فيما يخص القضية الفلسطينية, وضرورة القبول بإسرائيل "كشريك" وحليف استراتيجي للعرب في المنطقة, والتوقف عن دعم الفلسطينيين ومساندتهم, والضغط عليهم للقبول بالحلول المطروحة وفق الرؤية الأمريكية والتي تجسدت في "صفقة القرن" التي أعلنت بعض الدول العربية تأييدهم إليها بالمطلق حتى قبل ان يطلعوا على فحواها, واعتبروا هذه بادرة حسن نية من طرفهم للإدارة الأمريكية, كي تبقى مساندة لهم ولا تتخلى عنهم.

كوشنير "الغراب" عاد لينعق في سمائنا العربية ومعه مجموعة من الغربان السود, جاء ليبث سمومه وأحقاده في المنطقة, ويفرض علينا حلولا لا نقبلها, ونحن نستطيع ان نجابه هذه السياسة المجحفة جيدا, فكما وقف كوشنير ليعلن فشل "مؤتمر البحرين" في شقه الاقتصادي, سيقف خائبا مجددا ليعلن فشل صفقة القرن في شقها السياسي, فشعبتا قادر على إحباط كل المؤامرات التي تنتقص من حقوقنا الفلسطينية.