اشارة حمراء
د.رائد ناجي
تحيا الخضرا
وجدت نفسي صارخا تحيا الخضراء "ومعاك يالخضرا" بمجرد اعلان حكم المباراة نهايتها وافتكاك كأس الامم الافريقية، ولكن بعدما راجعت نفسي لماذا صرخت تحيا الخضرا بكل انفعالي؟ !!
مع بساطة الاجابة التي قد تمر ببال كل شخص، حب الجزائر وحب الخضرا، ولكن كانت تراودني اجابات كثيرة وخاصة اوانا اتابع التتويج، وما بعد التتويج، فرأيت نفسي ابتسم وأقول فعلا هم محاربون.
تحمل كرة القدم برغم كل القوانين المنددة تحت مسميات مختلفة كمنع رفع الشعارات والعنصرية بعدا سياسيا، ووطنيا وقوميا وحتى تفاعليا مع القضايا الانسانية، فوجدت اللاعب الجزائري في الملعب محاربا عسكريا، ووجدته سياسيا، ووجدته وطنيا حتى النخاع ويحمل قضايا امته الاسلامية والانسانية بين جوانحه.
اللاعب الجزائري اتقن المهارات الرياضية واتقن مهارات الدفاع عن امته ووجه رسالته ساجدا تلك الرسالة التي ستذكرها اجيال واجيال بكل فخر واعتزاز، واتقن مهارات السياسة واتقن مهارات الدبلوماسية فكان سفيرا رائعا.
تحيا الخضرا والجزائر لأنها جمعت ولفّت حولها شعوبا عربية حولها مناصرة برغم الظروف الصعبة لكثير من البلاد، وتحيا لأنها اعلت القضية الفلسطينية وهي توجه البوصلة وتركز على الهدف في وقت اخرجها الكثير "بالكارت" الاحمر من حساباته.
تحيا الخضرا لأنها استطاعت أن تنثر بسمة في سماء العالم العربي المبلد بالانهزام والانكسار ووحدت الهتاف العربي والجمهور العربي فعشنا ساعات من الوحدة.
تحيا الخضرا لأنها اعادت ترتيب وتصنيف التيار العربي المنبطح والتيار العربي الذي لا يزال واقفا برغم كل ما يحيط به.
تحيا الخضرا لأنها وجهت رسالة الوحدة بأبلغ معانيها بين الشعب الجزائري، واسقطت دعاة الحزبية والطائفية المقيتة، بل خرج الشعب الجزائري عن بكرة أبيه مبتهجا هاتفا لهذا الانتصار تحت شعارات تحيا الجزائر والخضرا
شكرا للخضرا التي علمتني أن الرياضة لا تفصل عن السياسة ولا عن قضايا الامة بل هي مرتبطة، وان الرياضة في الملعب صورة من صور المعارك.
شكرا للخضرا لأنها صفعت ضعاف النفوس الذين حاولوا تبني شعار الانهزامية والخيبة ولغة المجرور
لهذا : سأظل اهتف تحيا الخضرا
تحيا الخضرا بقلم:د.رائد ناجي
تاريخ النشر : 2019-07-30
