سياسة صائبة تحتاج التعزيز بقلم:حمادة فراعنة
تاريخ النشر : 2019-07-30
سياسة صائبة تحتاج التعزيز بقلم:حمادة فراعنة


سياسة صائبة تحتاج التعزيز
حمادة فراعنة
من الطبيعي أن تعلن حركة حماس أنها تقبل بدولة فلسطينية في حدود الأراضي المحتلة عام 1967، وأن لا تقبل الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي على باقي أراضي فلسطين، بل ومن الضروري أن تفعل ذلك وتعلنه، ويجب مطالبتها أن تتمسك به، وأن يتحول هذا الموقف من فصيل سياسي، إلى حالة وطنية عامة تعكس الوعي المكتسب من خبرات الاعتراف بالمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، والتفاوض معه، والنتائج المذلة التي وصل إليها الوضع الفلسطيني برمته، وحصيلته تقسيم فلسطين إلى أربعة مناطق مفصولة عن بعضها البعض وهي : مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، والقدس، والضفة الفلسطينية، وقطاع غزة، حيث يتم التعامل الإسرائيلي مع كل منطقة وسكانها بطريقة مختلفة عن المناطق الأخرى تسهيلاً للتحكم الأمني والمعيشي والاستيطاني بها .
من الطبيعي، بل ومن الضروري أن تعلن حركة حماس هذه السياسة، بعد موافقة وقبول الائتلاف السياسي الذي يقود منظمة التحرير ومسعاهم نحو دولة فلسطينية في حدود عام 1967، وتوقيع أبو عمار على مذكرة الاعتراف المتبادل يوم 9/9/1993، وبذلك إعترفت حركة فتح وحلفائها بمساحة الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 ، لدولة « المستعمرة الإسرائيلية» وقبولها لدولة مستقلة على 22 بالمائة من خارطة فلسطين، وتم ترسيم ذلك برعاية أميركية يوم 13/9/1993، في احتفال حديقة الورود في البيت الأبيض، وكانت النتيجة بعد صعود اليمين الإسرائيلي المتطرف مع المتدينين المتزمتين، تثبيت الاعتراف الفلسطيني بخارطة المشروع الاستعماري الإسرائيلي، وشطب العدو الإسرائيلي مع الراعي الأميركي لهذا الاتفاق بإعلان ترامب أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، وأن الاستيطان التوسعي على أرض الضفة الفلسطينية مشروع، ومبعوثه جرينبلات وسفيره فريدمان يعتبران أن أرض الضفة الفلسطينية ليست محتلة بل هي موضع نزاع وخلاف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولا خارطة عندهم لدولة فلسطينية على حدود 1967 .
سياسة حماس في هذا الموقف يجب تصليبه، وتعزيزه من خلال انحياز فصائل أخرى لهذا الموقف، وخاصة من قبل الشعبية والديمقراطية، لأن حركة الجهاد لديها نفس الموقف وربما أشد وضوحاً وحزماً رغم أنها لا تتوسل المقايضة ولا تبحث عن كسب شرعية بأثمان باهظة ولا تلجأ لإظهار التباين والاختلاف مع الآخرين، فنفسها وحدوي جبهوي بامتياز .
من هنا، وعلى هذه الخلفية وأهميتها تبرز أهمية الشراكة الفلسطينية والوحدة الوطنية على قاعدة :
1 - برنامج سياسي مشترك، و2- مؤسسة تمثيلية موحدة، و3- أدوات كفاحية متفق عليها، وأن عملية الاستئثار من قبل فتح لمؤسسات منظمة التحرير وسلطتها في رام الله، واستئثار حماس بقطاع غزة وتسلطها وإنفراديتها يُقدم خدمة مجانية لصالح العدو الإسرائيلي مقابل استمرارية الفصيلين بموقع التفرد والاستئثار، برضى العدو وقبوله وتسهيله لهما في مواصلة الاستئثار والتفرد والانقسام والخصومة .
ولذلك الشراكة الفلسطينية والوحدة الوطنية هما مفتاح إستعادة التماسك والمبادرة وفرض الرؤية والمصلحة الفلسطينية في مواجهة حالة الانهيار العربي وإيقاف التدحرج بتطبيع العلاقات مع العدو الوطني والقومي والديني والإنساني الذي يحتل أراضي ثلاثة بلدان عربية ، ويتطاول على مقدسات المسلمين والمسيحيين في فلسطين .
[email protected]