بوْحُ المرآةِ يبقى الأصدق بقلم:عطا الله شاهين
تاريخ النشر : 2019-07-30
بوْحُ المرآةِ يبقى الأصدق بقلم:عطا الله شاهين


بوْحُ المرآةِ يبقى الأصدق
عطا الله شاهين
وحدها المرآة تبوحُ بكل صدقٍ عن ملامحِ المرأة، هكذا علمتْ تلك المرأة الخمسينية، حينما أرادتْ النظر إلى جمَالِ وجهِها ذات مساءٍ، وقالتْ في ذاتها: يا لقد هرمتُ، فما أصدق بوح المرآة! فالكل من الصديقات كُن يُجاملنني البارحة، عندما التقيتُ بهن، وقلن لي حينها: ما زلتِ شابّة.. كن يكذبن عليّ.. الآن أرى حقيفةَ كبري، فالهرمُ أراه يحفرُ التّجاعيد على وجهي، رغم أنّني ما زلتُ أشعر بحيوية الشّابّات الصغيرات..
وحين وقفت أمام المرآة لعشرِ دقائقٍ حزنتْ لهرمِها السريع، وقالت: بوح المرآة يبقى الأصدق.. لن أصدق أية واحدة من صديقاتي في مجاملتهن ومدحهن لي في وصفِ ملامح وجهي.. الآن باحتْ المرآة بصدقٍ عن عُمري الحقيقي.. لقد كشفتْ كل شيءٍ في وجهي وعيني الغائرتيْن، وذهبتُ تلك المرأة للنّوْمِ جزينةً وقالتْ قبل أن تغطّ في نوْمِها: لا يمكنُ للمرآة أنْ تكذّب عليّ..