السفر بآلة الزمن بقلم: فرح محمد اللحام
تاريخ النشر : 2019-07-26
السفر بآلة الزمن

         في رُكنٍ خامِدٍ مُكبّلةً على كرسيٍّ متحرّكٍ تسهو في اليوم الّذي يدق بهِ ناقوسُ الحريّةِ لتركبَ دراجتَها الهوائيةِ التي طالما كانت وسيلةَ نقلِها الأولى وجاء الحلمُ المباغتُ فلامست أطرافُها الأرضَ في الأربعينَ من العمر... أشاحت بطرفها عن الدراجةِ وقالت:لم تعد تعنيني اليوم استهجنتُ إجابَتها على سؤالي ولِمَ لا؟! فاض سرُّها بنبرةٍ وقعها دارجٌ على مسامعِنا ذلك ليس لعمري ... هذا هُراء غدونا نبوّب اللحظةَ، الشعور، حتى المظهر بفئات عمرية ونسينا أن اختلاط تلك الفئاتِ محتمٌ، والأجملُ إحباطُ أحلامِنا بحجةِ فات الأوان، نجدُ سنواتٍ بالتحسُر على ما لم نفعل ولا نبتدِعُ ساعاتٍ لتحقيقِ ما يستهوينا وحينما نرى الأمنيات قد حققها غيرنا.. نسترئي أمام الغير أننا نعيش حياةً نموذجيّةً أو على الأقل أفضلَ من غيرنا..... حسناً فلنتوقف هنيهة" أفضل من غيرنا "هي شماعةٌ خدروا بها أطرافَنا وأتونا منها بفكرة الرضا بما قسمه الله لنا - لا استنكار على حكم الله- لكنّ خالقَ الكونِ لم يمنع السعيَ للأفضلِ دوماً بل على النقيضِ خلقنا لإعمار الأرض ... ولم يحيقَنا بعمرٍ معين للغوصِ ببحر الفكرِ حتى أعمقَ نقطةٍ.. ومع الأسف لم يقتصر إيهامُنا لعقدة العمر علينا بل غدونا نؤثر بها على الآخر ونستهين مثلا بطفلٍ يحملُ حكمةَ خمسينيٍّ أو بعجوزٍ يتورد قلبها حُباً

أما أنا الآن سأسافر عبر آلة الزمنِ الخاصةِ بي ذهاباً وإيابا من خلال عيني أبي العسليتين التي أكون بهما طفلةً وأأوب ثمانينيةً في ساعة كَمَدٍ، أما عند أحلامي فأسكون أنا في كل الأعمار فهذه الأرضُ للجميع...