صفحة ناصعة في سفر نقابة الصحفيين الوطني بقلم: عبدالكريم ابو عرقوب
تاريخ النشر : 2019-07-23
صفحة ناصعة في سفر نقابة الصحفيين الوطني

بقلم: عبدالكريم ابو عرقوب

سجلت نقابة الصحفيين الفلسطينيين خلال الاشهر الماضيين موقفا وطنيا تاريخيا في الدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية ومواجهة المساعي الامريكية لإفراغ الصراع في المنطقة من مضمونه السياسي بترويج افكار اقتصادية توجتها ادارة الرئيس الامريكي ترامب بـ "ورشة البحرين" الفاشلة.

وهو ذات الموقف الذي عبرت عنه نقابة الصحفيين الفلسطينيين منذ تأسيسها بالتزامها الوطني ورفضها لممارسات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وارضه، وفضح ممارسات الاحتلال وجرائمه بتوثيقها صوتا وصورة، لتكشف للعالم اجمع وجه الاحتلال القبيح، وتفند ما تنتجه آلة الكذب الاسرائيلية ومن يدور في فلكها.

ومنذ سنوات تخوض النقابة مواجهة مع الاحتلال سواء من خلال فضح ممارساته وجرائمه او مع نقابة الصحفيين الاسرائيليين في الساحة الدولية وتحديدا في الاتحاد الدولي للصحفيين، ونجحت في الحاق الهزيمة بالنقابة الاسرائيلية مرة تلو الاخرى بفضل تعاظم التأييد الدولي للحقوق الوطنية الفلسطينية من جهة، وحسن ادارة المواجهة النقابية بالتعاون والتنسيق من النقابات العربية والدولية الشقيقة والصديقة، الى ان أُبعدت نقابة الصحفيين الاسرائيلية خارج الامانة العامة للاتحاد الدولي للصحفيين، ونجحت نقابة الصحفيين الفلسطينيين ممثلة بنقيبها بأعلى الاصوات في انتخابات الامانة العامة للاتحاد الدولي قبل اسابيع قليلة.

لم يرق لمؤسسات الاحتلال وللإدارة الامريكية، النجاحات التي النقابة دوليا وعربيا، ولا التقدم الذي يساهم في تعزيز التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة واحد صوره عقد اجتماعات الامانة العامة للاتحاد الدولي للصحفيين في رام الله في تشرين اول الماضي، فبدأت بتحريك ادواتها وبعض المأجورين في محاولة لنزع شرعية النقابة واخراجها من الاتحاد الدولي ومهاجمة رئيسها، بالتزامن مع محاولات اقامة جسور مع مجموعة من "الصحفيين" للتحريض على الامانة العامة للنقابة، حتى وصل الامر ببعض الجهات توجيه رسائل للاتحاد الدولي للصحفيين تطالب بإبعاد النقيب ناصر ابو بكر عن موقعه في الاتحاد، وهي رسائل متطابقة مع اخرى ارسلتها جهات اسرائيلية في ذات الوقت!!

لقد اشتدت الهجمة الممنهجة على نقابة الصحفيين خاصة، وعلى الصحفيين الفلسطينيين بشكل عام، عندما دعت كل الصحفيين الى رفض "صفقة القرن"، وحجم التأييد العربي لموقفها، وما تلاه من رفض النقابة لدعوة الصحفيين الفلسطينيين الى لقاء الادارة الامريكية في البيت الابيض، ودعوة الصحفيين الفلسطينيين لعدم المشاركة في اللقاء الذي دعت اليه السفارة الامريكية الصحفيين الفلسطينيين في احد فنادق مدينة رام الله.

خرجت الادارة الامريكية عن صمتها بتوجيه مستشار الرئيس الامريكي جيسون جرين بلانت انتقاد شديد لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، متهما اياها "بممارسة الارهاب والتخوين للصحافيين ومنعهم من قبول دعوة الادارة الامريكية للقائها في البيت الابيض، وهو ما يتناقض مع حرية الرأي والتعبير"، حسب قوله، فيما استقدمت وزارة الخارجية الاسرائيلية ستة صحفيين عرب من السعودية والعراق والامارات والبحرين لزيارتها كما ذكرت بعض وسائل الاعلام نقلا عن مصادر اسرائيلية، لإيهام العالم بأن العرب يهرولون للتطبيع معها، دون الاعلان عن هوياتهم الامر الذي يضع علامات استفهام على طبيعة هذه الزيارة والمشاركين فيها، في وقت اعلن فيه اتحاد الصحفيين العرب رفضه الواضح لكل اشكال التطبيع مع دولة الاحتلال ومساندته لموقف نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وهو ذات الموقف الذي عبرت عنه اتحادات الصحفيين الافريقية ونقابات الصحفيين في تونس والمغرب وموريتانيا ولبنان وسوريا واليمن، والعديد من النقابات الدولية بما فيها اتحاد الصحفيين الامريكيين الذي اعتبر دعوة البيت الابيض للصحفيين الفلسطينيين فارغة المضمون.

لقد كررت النقابة رفضها لكل اشكال التطبيع الذي يشجع الاحتلال على الامعان في جرائمه ومواصلة سفك دماء الصحفيين، ودعت النقابات العربية الى محاسبة المطبعين والعمل على عدم الوقوع فريسة للمخططات الصهيونية.

ورغم مواقف نقابة الصحفيين الوطنية الجلية والتي لا تقبل التأويل، يخرج بعض المأجورين لنشر صورة للوفد "الصحفي" الذي يزور تل ابيب على مواقع التواصل الاجتماعي مذيل بتعليق ان نقيب الصحفيين الفلسطينيين مع الوفد المشبوه؟!! ما يؤكد ان مسلسل التشويه والكذب ومحاولات التأثير على الموقف الوطني للنقابة سيتواصل لكنه سيفشل.