حسابات الرئيس ترامب بقلم:حمادة فراعنة
تاريخ النشر : 2019-07-23
حسابات الرئيس ترامب  بقلم:حمادة فراعنة


حسابات الرئيس ترامب
حمادة فراعنة
ليس في حسابات الرئيس الأميركي ترامب خوض حروب عسكرية فهو تاجر يبحث عن الربح وفتح الأسواق ، وهذا مصدر قوته أمام الأميركيين ومعيار نجاحه في جلب المزيد من الاستثمارات وإضافة المزيد من الوظائف وهذا ما يسعى له ، وما حققه بامتياز ، وعكس ذلك ليس هناك من عوامل ضاغطة تجعل مؤسسات صنع القرار العسكري والأمني الأميركي تتجاوب مع أي نزعات عسكرية، طالما أن مصالح الولايات المتحدة ليست متضررة ، بل ساكنة ومستقرة وإدارة الرئيس ترامب هي المبادرة لزعزعة مصالح الصين ، روسيا ، أوروبا والإشتباك التجاري معها ، ولذلك ليس وارداً لدى الإدارة الأميركية الدخول في مغامرات عسكرية وإن لم يخلُ سلوكها من مناورات عسكرية تهدف إلى خدمة أغراض ترامب التجارية والسياسية وتوسيع مجال الابتزاز وجني الأرباح .
ترامب لا يبحث عن المغامرات العسكرية ، بدلالة أن إيران تمادت في اسقاط طائرة أميركية آلية بدون طيار ، ومع ذلك لم ينفعل ترامب ولم يتورط بردة فعل غير محسوبة ، وأوقف إجراءات الرد الأميركي تأكيداً على وعيه بعدم الانجرار لأي عمل عسكري قد يؤدي إلى حرب غير محسوبة .
ويمكن قراءة سياسات ترامب ومناوراته ضد إيران أنها تسعى لتحقيق أربعة أهداف بضربة سياسية واحدة :
أولاً : العمل على التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران يرتبط باسمه وبالجمهوريين بعد إنسحابه من الاتفاق الذي وقعه أوباما وسُمي به وبإدارته .
ثانياً : يسعى إلى توفير إتفاق تستفيد منه الشركات الأميركية الممنوعة من العمل في إيران نظراً للقانون الأميركي الذي يمنع الاستثمار مع دولة راعية للإرهاب ، وهي حصيلة استفادت منها الشركات الأوربية على أثر التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران ، ولذلك يسعى ترامب إلى اتفاق رزمة مع إيران يتناول العناوين الثلاثة بما فيها التي لم ينجزها الاتفاق النووي عام 2015 ، وهي : 1 - قدرات إيران النووية ، 2 – الصواريخ البالستية ، 3 – دور إيران الإقليمي، ولذلك هو يسعى إلى اتفاق شامل يفتح الأسواق الإيرانية للشركات والسلع الأميركية.
ثالثاً : يتوسل التوصل إلى اتفاق يلبي شروط ورغبات اللوبي الصهيوني المتنفذ لدى إدارة ترامب ، خدمة لمصالح المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي الذي تصطدم مشاريعه العدوانية التوسعية مع تطلعات إيران الإقليمية في العراق وسوريا ولبنان .

رابعاً : العمل على ابتزاز جيران إيران وبيعهم أكبر قدر من السلاح والخبرات وإدامة الرعب من « البعبع الإيراني « الذي يجلب له المليارات كما حصل، ونجح في مسعاه بامتياز .
ترامب يفتعل المشاكل، ويسلط الأضواء عليها، والاهتمامات نحوها ، ويحرك السوق للاستفادة منها ، ومن ثم ينجح في لملمة ذيولها وكبح تداعياتها ، فيبقى هو الممثل على مسرح الأحداث ويدير المشهد ، وكأنه صور متحركة يقبض على مفاتيحها ، مستفيداً من قدرات الولايات المتحدة وأوراقها المتعددة ومن ضمنها متاعب روسيا وأوروبا ومشاكلهم ، والتنافس مع الصين وافتعال العداء مع إيران .
[email protected]