الإبتزاز وأجندة إسرائيلية السبب بقلم:عمر حلمي الغول
تاريخ النشر : 2019-07-22
الإبتزاز وأجندة إسرائيلية السبب بقلم:عمر حلمي الغول


نبض الحياة

الإبتزاز وأجندة إسرائيلية السبب

عمر حلمي الغول

يوما تلو الآخر يتأكد للجميع أحزابا ورؤساء مجالس قطرية ومتابعة عليا ولجنة وفاق وطني وجماهير أن القوى الأربعة : الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش)، والحركة الإسلامية (براعم)، والتجمع الديمقراطي (بلد)، والحركة العربية للتغيير (تعال) ليست جاهزة حتى يوم الخميس الموافق 18 تموز/ يوليو 2019 لإعادة بناء القائمة المشتركة، وهذا ما اعلن عنه أربعة من ممثلي لجنة الوفاق الوطني، المكلفة بإدارة الحوار وتجسير الهوة والمسافة بين المكونات المذكورة.

ومن المؤكد أن بعض القوى المشاركة في الحوار تضع العراقيل، والعصي في دواليب تشكيل القائمة المشتركة، ولا تريد الإستفادة من تجربة الإنتخابات السابقة (9/4/2019)، ومازالت الأنانية والحسابات الشخصية والضيقة، والأجندات الأمنية، هي التي تحكم ممثلو القوى الأربعة عموما، وعلى وجه التحديد قوتين منها، الأولى محكومة بنزعة "التضخم"، وتعبث الأيدي الخبيثة فيها من الدوحة، والثانية كما فعلت في المرة الأولى، مازالت تمارس دور الإبتزاز، رغم انها لا تمثل ثقلا حقيقيا في الجليل والمثلث والنقب، أضف إلى انها محكومة بأجندة إسرائيلية، مما عكس نفسه على الإجتماعات الماراثونية، التي عقدتها لجنة الوفاق خلال الفترة الماضية، وباءت محاولاتها بالفشل في الوصول إلى القواسم المشتركة، رغم انها تجاوزت صلاحياتها، وفتحت باب الإجتهاد والمبادرة لنفسها، من خلال تقديم تحفيزين لقوتين "تعال" و"براعم" وعرضت عليهما تولي مركزي نائب رئيس القائمة المشتركة، ونائب رئيس الكنيست، وأعطيت الأولوية ل"تعال" لتختار أي المنصبين تريد، ولكن لا حياة لمن تنادي. وكان ممثلو لجنة الوفاق دعوا لعقد مؤتمر صحفي أكثر من مرة، وحددت مواعيد لإعلان تشكيل القائمة المشتركة، غير ان كل مواعيدها، وإجتماعاتها الماراثونية إصطدمت بالمعطلين، مما إضطرها الخميس الماضي (18/7/2019) لعقد مؤتمر صحفي لوحدها دون مشاركة أي من القوى الحزبية الأربع، اشارت فيه إلى التأكيد على مواصلة الجهود لإحياء القائمة، وإصرارها على بذل الجهود الإيجابية حتى آخر لحظة.

لكن حتى اللحظة لم تتمكن لجنة الوفاق من ردم الهوة، ومازالت العقدة حسب بعض المطلعين على تفاصيل الحوار تتركز على المقاعد من 11 حتى 14، والبعض يتمترس عند حدود المقعد ال13، مع ان ممثلي هذة القوة ابدوا الإستعداد فيما سبق لتجاوز ذلك، والقبول بالمقعد ال14. غير انهم عادوا عن إلتزامهم، ووضعوا ارجلهم في الأرض عند المقعد ال13.

ومن خلال قراءة المشهد بموضوعية داخل الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل يلاحظ أن القوى الأربعة بشكل عام، والقوتان بشكل خاص تعاني من أكثر من مرض خبيث، مما سمح لأعداء تشكيل القائمة المشتركة مد ايديهم وأقدامهم للعبث بإمكانية تشكيلها، وعليه يمكن الجزم بالتالي : أولا إن القوى الأربعة ليست جاهزة لتشكيل المشتركة، وليس لديها الرغبة بولادتها إلآ وفق أجندة كل منها؛ ثانيا طالما بقيت بعض القوى اسيرة أجندات خارجية، ورهينة إرتباطاتها التاريخية المتناقضة مع مصالح الشعب الفلسطيني، وتتلقى تعليماتها من اجهزة الأمن الإسرائيلية والقطرية لن يتم تشكيل القائمة المشتركة؛ ثالثا إقتصار الحوار على الأربع قوى لتشكيل القائمة المشتركة، يسمح لكل منها أن تستخدم حق النقض الفيتو، وتخضع الجميع للإبتزاز والتسويف والتعطيل؛ رابعا ضرورة توسيع المشاركة الحزبية والإجتماعية والنقابية والأكاديمية في صفوف القائمة، لقطع الطريق على القوى العبثية؛ خامسا توسيع دائرة التحالفات مع القوى الإسرائيلية المؤيدة للحقوق الوطنية الفلسطينية في مختلف التجمعات الأساسية، والبحث عن إمكانية تشكيل قائمة موسعة على ارضية برنامج المساواة والسلام العادل والممكن؛ سادسا كل يوم يزداد إبتعاد الجماهير الفلسطينية عن القوى الأربعة، وعليه لا مجال امامها لكثير من الوقت للمناورة، أو السماح لبعض المعطلين بالإبتزاز، الأمر الذي يفرض على القوى المركزية إمتلاك الشجاعة والقرار لشق طريق خارج دوامة الإبتزاز، والعمل على تقزيم، أو عزل القوى الجهوية والعائلية من القائمة، وتحفيز التيار الإيجابي في "بلد" لتجاوز المعطلين أتباع الدوحة، والتقدم لبناء القائمة المشتركة، ومحاولة إستقطاب الشارع الفلسطيني، وإستعادة ثقته، والإنفتاح على القوى الإسرائيلية المؤيدة للحقوق والمصالح الوطنية لكسر ركائز نتنياهو العنصرية، وتوسيع دائرة الشراكة الفلسطينية الإسرائيلية لصناعة السلام والمساواة.

[email protected]

[email protected]