ترامب لا يعرف قصة ناديا مراد بقلم:مؤمن ابو جامع
تاريخ النشر : 2019-07-21
ترامب لا يعرف قصة ناديا مراد بقلم:مؤمن ابو جامع


ترامب لا يعرف قصة ناديا مراد

يجدر بدونالد ترامب أن يعرف قصة ناديا مراد, الشابة الإيزيدية التي فقدت ستة أخوة لها من أسرتها بالإضافة لأمها في سنجار بالعراق, حينما دخل داعش وأحرق الأخضر واليابس في 2014, ووقعت هي في الأسر مع عددٍ من أقاربها, واستطاعت الهرب بصعوبة من هذا الجحيم, ووصلت ألمانيا, وفي عام 2016 تم اختيارها كسفيرة للأمم المتحدة للنوايا الحسنة, وحصلت على جائزة نوبل للسلام عام 2018, وتتبنى حالياً قضايا عالمية كالإتجار بالبشر, وقد ألّفت كتاباً اسمه "الفتاة الأخيرة" تروي فيه قصتها ومعركتها مع داعش الذي عذبها نفسياً وجسدياً.

في لقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض ضمن وفد من ضحايا الاضطهاد الديني قالت مراد إنه حتى وبعد أن هُزم داعش فإن "الأيزيدين لا يستطيعون العودة إلى تلك المناطق  بسبب النزاع بين الحكومتين العراقية والكردية", لكن ما جعلني أكتب هذا المقال أن ناديا مراد حينما قالت لترامب أن عائلتها قد قُتلت بما فيهم والدتها, فكان رد ترامب عليها أين هم الآن, فردت ثانية عليه بأنهم قتلوا في سنجار, ثم يضيف ترامب بأنه يعرف هذه المنطقة على نحوٍ جيد, ثم يسألها السؤال الآخر والذي يُعد سقطة ثانية في ذات اللقاء لرئيس أقوى دولة في العالم, حيث يقول لماذا حصلتِ على جائزة نوبل؟

هو ذاته الرئيس -غير المتزن سياسياً- الذي عمل على طرح خطة سلام وهمية للفلسطينيين, وأوفد كذلك زوج ابنته كوشنير لحل  أحد أكثر القضايا أهمية عالمياً, واليوم نؤكد مرة أخرى عدم ثقتنا بالإدارة الأمريكية في أن تكون كفؤة وجديرة بالمساهمة في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي, المشكلة الأكبر إن فاز هذا الشخص في ولاية جديدة للولايات المتحدة الأمريكية فإن فصلاً جديداً من الفوضى سيحل على العالم.

ناديا مراد تحاول بصوت مازال يحمل الخوف أن تشرح لترامب تاريخ وجغرافية وإنسانية ومعنى أن يُهاجر الإنسان من القهر والظلم وغياب الأمان حتى بعد الهجرة وبدء التفكير في العودة.! يبدو أنه كان يفكر في حيلة ليحصل على جائزة نوبل, وهو الذي روّج إشاعاتٍ أنه سيحصل عليها؛ فأوباما من قبله قد حصل عليها أما فهو فليس بعد.