التسلق فوق مشاعر الفقراء بقلم: آمنة الدبش
تاريخ النشر : 2019-07-21
التسلق فوق مشاعر الفقراء بقلم: آمنة الدبش


التسلق فوق مشاعر الفقراء
  بقلم/ آمنة الدبش
قال عمر بن الخطاب " لوكان الفقر رجلا لقتلته "!!
وجوه شاحبة وأرواح تائهة يا عمر وأنفاس متلاحقة  بين حزن ودموع بريئة واحساس بالاضطهاد يا بن الخطاب..
السؤال الذي يطرح نفسه ووقف القلم عاجزا عن الاجابة ونفد حبر الحروف امام اناس يتسلقون فوق مشاعر الفقراء ومص دمائهم ، اناس انعدمت في قلوبهم الرحمة ومن ضمائرهم الانسانية وانهارت قيمهم امام الرغبة في السلطة لصالح مصالحهم ومكاسبهم.
ما الذي يخطر ببالك عندما تسمع كلمة الفقر..؟
الفقر كلمة ليست عابرة بحياة أهلنا بقطاع غزة او مجرد حروف تنطق لا معنى لها انما هي كلمة تتجزأ اجزائها وحروفها من معاناة شعبا تأكله قيم الكفاح والاجتهاد للوصول الي الطموح والآمال من بين الالام والآهات ، كلمة ذات دلائل واضحة ترمز لحال الانسان الفقير من انتهاك لحقوقه وكرامته وحرمانه من ابسط اساسيات مقومات الحياة البشرية.
هنا وقف قلمي عدة دقائق حائرا .. هل الفقر بقطاع غزة مشكلة اجتماعية..؟ ام اصبحت مشكلة اجتماعية سياسية.
عندما كنت بالقاهرة سمعت عن ظاهرة اولاد الشوارع ظاهرة التسول في الشوارع ولم اكن اتخيل يوما من الايام ان تنتشر هذه الظاهرة بقطاع غزة ، اطفال ونساء ورجال علي حافة الطرقات والمساجد والمحلات يترجون هذا وذلك لتوفير قوت يومهم لافراد عائلتهم...
اين نحن من هؤلاء....؟ كيف اصبحنا من شعب مناضل لشعب متسول..
كيف أصبح اطفالنا... بفعل فاعل متسولين....
يصعب علينا احيانا ان نتلمس معاناة الاخرين عن بعد ،وتجد نفسك ملزما بتسليط الضوء عن اناس اذلها الفقر.. من مدينة رفح الصمود يقول احد المواطنين وهو مبتسم بنظرات باكية 
" كنت ميسور الحال الي ان جاء الانقلاب الاسود وانقلب حالي وكياني واصبحت عاجزا عن تلبية ادنى احتياجات منزلي الذي يتكون من غرفة واحدة ، بيت يفتقد اساسيات الحياة والسعادة المفقودة في عيون اطفالي وحرمانهم من ابسط حقوقهم ، واهات امهم المحطمة باحثا عن أمل هنا وهناك.. " هذا نموذج من الاف الحالات المتواجدة بقطاع غزة أكل الفقر والذل احلامهم وامالهم بالحياة.

مشهد مهيب صراع البقاء من اجل السيادة والنفوذ، صراع الاختلافات الفكرية والسياسية بين الحركتين ، انقسام يعاني منه ابناء شعبنا سنوات طويلة فالحديث ليس عن ( نزاع ) بين طرفين  انما سخط شعبي غاضب عما يحدث وما وصل له القطاع جراء ذلك العداء القائم بينهما وبات الفقر والجوع يهددان حياة سكان غزة واشتد الحصار والاغلاق مما ادى الي انتشار جرائم القتل والانتحار والفلتان الامني ، واصبح الانترنت ملجأ في غزة للهروب من واقع البطالة والهموم الاجتماعية... 
 ها هو نتاج  صراعكم ايها الساسة..؟ الي متى سوف نظل صامتين عاجزين..؟
يا من تتصارعون من اجل السلطة والمال وتفرضون العقوبات علي غزة هاشم
يا من تتقاتلون وتتاجرون بدماء شعبنا العظيم وتدهسون بأقدامكم علي ابنائكم بلا رحمة
الى متي هذا الصراع..؟  الم ينتهي بعد.
تعددت المقالب.. ومقلب المصالحة يسلب امالنا، اضحوكة اخرى يتسلقون بها علي مشاعرنا
 ( ذهب الوفد.. عاد الوفد )  ذهبوا بأيديهم فارغة وعادوا بلا نتائج كأن شعبنا لا ينتظر غير ذهاب واياب وفدكم ، مللنا ومل الشعب منكم والسماع عن المصالحة والوحدة الوطنية .
هنا نتساءل هل يمكن ان يبقى الوضع المأساوي موجود ونقول ان هذا جزءا من المصلحة الوطنية..؟ هل الوضع المتدهور اقتصاديا مصلحة وطنية..؟ وهل زيادة البطالة والفقر والجوع مصلحة وطنية..؟ هل قطع التيار الكهربائي مصلحة وطنية..؟ هل جرائم القتل وحالات الانتحار هي مصلحة وطنية..؟ هل انفصال غزة من المصلحة الوطنية..؟


مللنا من الخطب الرنانة والشعارات الكاذبة والتصريحات النارية التي تحرق ابناء شعبنا، لسنا هنا لتوزيع الاتهامات ولكن نطرح تساؤلات تترد علي السنة ابائنا واحفادنا من دون ان نجد اجابة كافية شافية.
الي متي نبقى علي هذا الحال...؟   
تأمرتم علي شعبنا وغيبتم قضيتنا وقدمتموها علي طبق من ذهب لمخالب الاقزام الجائعة بصفقة القرن او ما تسمى بصفقة العصر وتحققت الاكذوبة الزائفة علي ايدي العرب الخونة
"ارض بلا شعب لشعب بلا ارض "
لطفا بنا ايها الساسة...
زرعتوا ثمار الحقد والغل والكراهية والفتنة في قلوب ابناءنا واليوم ها انتم تحصدون ما زرعتوا علي حساب شعبا لا ذنب له.
بهذا جف حبر قلمي ودمع عيني من الالم باكيا صامتا عن وطن حزين ذبلت اوراقه
 " يؤلمني جراحك يا وطني "